الانتهاكات الإيرانية للملاحة الدولية عرض مستمر.. استهداف 7 ناقلات نفط في 60 يوما

ظهرت النوايا الإيرانية باستهداف الملاحة الدولية، أعقاب قرار الإدارة الأمريكية في مايو من العام الجاري بإلغاء جميع الإعفاءات على صادرات النفط الإيرانية مع التشديد على إجراءات عقابية اتخذتها واشنطن فيما بعد ضد الدول التي لا تلتزم بالقرار الأميركي المعلن في 22 أبريل، بعدم تمديد الإعفاءات التي تتيح لبعض مستوردي النفط الإيراني مواصلة الشراء دون مواجهة عقوبات أميركية، منذ بدء المرحلة السابقة من قرار منع التصدير في 4 نوفمبر 2018.

في أعقاب ذلك زادت حدة الانتهاكات الإيرانية في الملاحة الدولية، منذ أوائل العام 2019 كانت اليد الإيرانية هي العامل المشترك في كل حوادث استهداف السفن في الملاحة الدولية.

حادث الفجيرة

في منتصف مايو من العام 2019، تورطت إيران في استهداف سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات بعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية الإماراتية اعتبرها محللون عمل تخريبي يهدد أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية الدولية.

وقتها أكدت وزارة الخارجية الإماراتية أن 4 سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة في خليج عًمان، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة وبالقرب من المياه الإقليمية وفي المياه الاقتصادية الاماراتية.

وأشار فريق التحقيق الدولي بشأن الحادث إلى أن الأدلة أفادت بشكل مبدئي إلى تورط طهران في الحادث، ووجه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تحذيرا لإيران، قائلا إنه سيكون من الخطأ الفادح أن تقدم على أي تحرك ضد الولايات المتحدة التي نشرت حاملة طائرات ومقاتلة أخرى في الخليج العربي.

وقال ترامب للصحفيين، في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة سترى ما سيحدث مع إيران لكن إن حاولت فعل أي شيء فسيكون ذلك "خطأ كبيرا".

ناقلة النفط اليابانية

وفي يونيو من العام 2019، أشارت أصابع الاتهام بأدلة إلى أن إيران تورطت في استهداف ناقلة نفط يابانية بهجوم فى خليج عمان، عن "جسمين طائرين" استهدفا الناقلة.

وأضاف يوتاكا كاتادا رئيس شركة كوكوكا سانجيو،  أن الناقلة كوكوكا كاريدجس تبحر متوجهة إلى ميناء خورفكان بالإمارات بعد عودة الطاقم إليها، وقال إن البحرية الأمريكية ترافق الناقلة.

وتابع كاتادا، "أبلغنا الطاقم أن جسما طائرا اقترب من السفينة وأنهم وجدوا ثقبا، ثم شاهد بعض أفراد الطاقم الضربة الثانية"، أعقاب ذلك نشرت وسائل إعلام عربية ودولية صورا لزوارق إيرانية بالقرب من الناقلة اليابانية وقارنت صورها مع أنواع ظهرت فيما سبق بعرض عسكري بحري لإيران.

ولم يكن التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز  أمام حركة الملاحة الإقليمية والعالمية جديدا، فكلما ضُيّق الخناق السياسي والاقتصادي على طهران، هدّدت بإغلاق الشريان النفطي، الذي يؤمّن قرابة 60% من النفط المصدّر إلى أسواق آسيا. وهذا ما يجعل التهديد الإيراني المستمر بإغلاق المضيق ورقة المساومة الأكبر والأخطر في يدّ النظام الإيراني في مواجهتها مع الولايات المتحدة، التي تنظر إلى التهديدات الإيرانية بإغلاق المضيق على أنها تحدٍ عالمي يتطلب تعاطياً دوليا، ويحتاج مسؤولية عالمية مشتركة لحماية طرق إمداد النفط في المنطقة، وأهمها مضيق هرمز.

أقل من شهر

واعتدت إيران ووكلاؤها على 6 ناقلات نفط في خليج عُمان خلال أقل من شهر، من بينها هجوم دمر ناقلتين، قالت واشنطن إن الحرس الثوري هو من قام بتنفيذه.

الناقلة البريطانية

فيما أعلن مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية أن 5 زوارق إيرانية حاولت احتجاز ناقلة نفط بريطانية أمس الأربعاء في مضيق هرمز.

وأوضح المسؤول الأميركي أن الزوارق الإيرانية كانت طلبت من ناقلة النفط التوقف في المياه الإيرانية، لكنها انسحبت بعد أن تلقت تحذيرا من سفينة حربية بريطانية.

تاريخ من الانتهاكات في الملاحة الدولية

لكن يبقى أن لطهران تاريخاً في استهداف السفن المدنية التي تعبر الخليج وتهديدها بإغلاق مضيق هرمز الذي يمرّ عبره خُمس النفط المنقول بحراً في العالم. ففي العامين الأخيرين من الحرب العراقية الإيرانية، قامت القوات الإيرانية بـ 143 هجوماً على الشحن البحري في الخليج. لكن مع الحزم الذي تبديه اليوم إدارة الرئيس ترمب، ومع وجود ترسانة أميركية في مياه الخليج لمراقبة التحركات الإيرانية، فستفكر إيران مليّاً قبل الإقدام على مهاجمة مزيد من الناقلات والسفن التجارية في مياه المنطقة.

وتدرك إيران أن التداعيات الأمنية والعسكرية والاقتصادية لإغلاق المضيق من شأنها وضع طهران في مواجهة مع دول المنطقة والدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لأن الضرر سيلحق اقتصاديات دول العالم، وليس دول الخليج فقط، علاوة على تأثر إيران وعلاقاتها وتبادلاتها التجارية مع الدول الآسيوية كالصين وروسيا.

وفي 8 يناير 2017، حدثت مواجهة بحرية بين مدمرة أمريكية وزوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني في مضيق هرمز، انتهت بإطلاق المدمرة الأمريكية طلقات تحذيرية باتجاه الزوارق.

وفي يناير 2016 اعتقلت إيران 10 بحارة أمريكيين على متن زورقين تابعين للبحرية الأمريكية في الخليج، بدعوى دخولهم المياه الإقليمية الإيرانية، ثم أطلقت سراحهم بعد احتجازهم بيومين، وهو أمر فعلته طهران من قبل إزاء بحارة بريطانيين؛ حيث احتجزت 15 من البحارة والمارينز البريطانيين في مياه الخليج العربي بالقرب من مضيق هرمز لمدة أسبوعين وذلك عام 2007.

وبعد ذلك بأيام، وتحديدا في 27 يناير 2016، أصدرت البحرية الإيرانية تحذيرا لسفينة حربية أمريكية وطلبت منها مغادرة خليج عمان، بدعوة إجراء الجيش الإيراني تدريبا بحريا.

وفي 2008، تصادمت 5 زوارق إيرانية ببوارج أمريكية، في مضيق هرمز، وقالت الخارجية الأمريكية، إن الزوارق الإيرانية قامت بتحركات استفزازية، واقتربت لمسافة تقل عن 500 متر من 3 سفن حربية أمريكية كانت في المياه الدولية للمضيق.