اعرف نفسك

شاركت في برنامج لمعرفة الشخصية وتحليل شخصيتي، صدقا كان البرنامج بالنسبة لي ممتعا.

اشتمل البرنامج على 3 محاور، كل محور كان في يوم مخصص، وأيضا كل محور بداخله عدة بنود.

وفي آخر يوم كان هناك اجتماع مع المدرب من خارج المملكة للمناقشة .. "السؤال الأول" الذي سألني إياه قال: سأعطيك 6 مجالات وأريدك أن ترتبها لي بتوقعك وبمعرفتك بنفسك أيها كنت الأقوى فيها وأيها كنت الأقل ؟!.

بدأت بالترتيب، لم آخذ أكثر من 10 ثوان تقريبا؛ ثم ذكرت إجابتي بمعرفتي لنفسي. قال المدرب: ممتاز، ما شاء الله أنت تعرف نفسك صح، وسرد لي مكامن القوة والنقاط التي أحتاج تطويرا فيها.

صدقا - ولله الحمد - أنا اعرف نفسي كثيراً، و أرى أن يعرف الشخص نفسه شي بديهي، ومما ساعدني في ذلك - و لله الحمد - دراستي في الجامعة وما بعد ذلك.

أعرف أشخاصا كثر لديهم نقاط قوة وإيجابيات، ولكن للأسف إما لا يعرف أنه لديه هذا الأمر الإيجابي، أو أنه يعرف و لكن لا يعرف كيف يستثمرها؟ واستغرب من البعض عدم اهتمامه بهذا الأمر.

أصبح من الضروري معرفة إيجابياتك و مهاراتك و معرفة ذاتك و تقييمها، ومن ثم تعلم تقنيات تسويق الذات (Self Marketing) في خطوة متقدمة. حيث أن جزءاً من السعادة في هذه الحياة هي أن تعرف ذاتك مما يجعلك قادراً على معرفة حدود قدراتك وطاقاتك .

راقت لي إحدى العبارات حين قال: الشخص الذي يتمكن من معرفة ذاته ينتقل إلى مرحلة فهم الذات، ومن ثم ينتقل إلى مرحلة تقبل الذات، ثم يتبعها مرحلة إدارة الذات، وفي النهاية يصل إلى مرحلة قيادة الذات، وهي المرحلة العظمى التي يبتغي الجميع الوصول إليها. فابدأ بمعرفة نفسك بنفسك؛ لتصنع نفسك من نفسك.

همست في نفسي التي أعرفها قائلا: كل شخص له مقومات ذاتية مختلفة عن غيره، وكل شخص له نظرة منفردة عن غيره، وكل فرد يتميز عن غيره بميزات معينة تجعل منه شخصية فريدة.

لذلك الإنسان - بحد ذاته - مخلوق مميز بذاته وبقواه وبحواسه الكلية، قال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}.

يقول الفيلسوف الألماني إيكارت في مقولته الشهيرة: “إن سبيل المرء الوحيد إلى معرفة الله هو أن يعرف نفسه”.