أم الخير

د. سالم اليامي

رحم الله أمواتنا، وأموات المسلمين، في الأجواء الحزينة لرحيل سمو أمير دولة الكويت الشقيقة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ نواف الأحمد الصباح توفرت معلومات كثيرة عن شخصية الراحل غفر الله له، واسكنه فسيح جناته، وبنفس القدر توفرت معلومات حول شخص وحياة الأمير الجديد مشعل الأحمد الصباح، استوقفني في هذا الكم من المعلومات حول الرجلين أسماء القصور التي يقيم فيها كل منهما ولفتني أكثر أن كلا الرجلين يحمل كثير من البر للسيدة والدته حيث سمى كل منهما قصره، وديوان إقامته على سبيل التيمن والذكرى باسم والدته فمقر إقامة المغفور له الشيخ نواف كان يعرفه أهل الكويت بقصر يمامه، أو دار اليمامه تخليداً لذكرى والدته الشيخة يمامه المرأة التي يتذكر أهل الكويت طيبها و كرمها وحبها لعمل الخير.

بينما يقيم الأمير الحالي في دولة الكويت الشقيقة في قصره المعروف بدار مريم تيمناً باسم المغفور لها بإذن الله الشيخة مريم الحويلة العجمي.

بطبيعة الحال وبحسب المعلومات المتوفرة عن القصرين كل منهما يتمتع بمواصفات الجمال، والدقة، والفخامة بما يليق باقامة قيادات دولية يديرون من هذه القصور كثير من أعمالهم ويستقبلون الناس من رسميين وغيرهم فيها. وبغض النظر عن كل شيئ تبقى قيمة الوفاء رابط مذهل لدى هذه الشخصيات الجديرة بالاحترام، والتقدير.

وآمل أن لا يستغرب القراء الكرام تركيزي على هذه الجزئية لانني أعيش نفس الظرف لكن في حدود إمكانياتي ظروفي الشخصية ففي النهاية أنا مواطن من عامة الناس لكن الوفاء لا يعرف الفروق بين الناس يؤكد هذه المشاعر عندي أنه عندما منَّ الله عليَّ بشراء أول منزل لي ولعائلتي قبل نحو عقد من الزمن وكنت بعد شراء المنزل مباشرة في رحلة عمل لدولة عربية وفي ضيافة بعض الأصدقاء العرب في منطقة معروفة بانتاج الفخار، والرخام وخلافه، فسألت أحد مضيفي عن اللوحات الجميلة التي لاحظت وجودها على بعض المنازل فأخبرني أنه يعرف صاحب ورشة متخصصة في عمل هذه اللوحات، وبعد جولة قصيرة في المدينة ذهبنا إلى ورشة صناعة لوحات أسماء المنازل والفلل والقصور حتى. و وضحت للمصمم الأول في الورشة احتياجي من حيث الطول والعرض والألوان، وكتبت له الاسم الذي أود كتابته على اللافتة، أو اللوحة وهو: فيلا أم الخير.

سألني :

-هذه اللوحة لمنزلك؟

قالت له:

* نعم.

* فسألني ومن هي أم الخير؟

* قلت له هذه المرحومة أمي.

انهينا صديقي وإنا الحديث مع المصمم في ورشة الرخام، وضرب لنا الرجل موعد لاستلام اللوحة، وفي الموعد المحدد لاستلام اللوحة، قرر صاحب الرشة تقديم واجب الضيافة لنا واعد لنا كوبين من الشاي الأخضر بالنعناع وأحضر اللوحة ولكنه رفض استلام أي مبلغ مادي نظير عمله والسبب كما قال : لانها هدية و وفاء لوفائي لوالدتي رحمها الله.