اتفاق الرياض.. عملية معقدة أظهرت دبلوماسية خالد بن سلمان المحترفة

"نسأل الله أن يكون هذا الاتفاق منطلقاً لفتح صفحة جديدة يسودها الحوار الصادق بين جميع أبناء اليمن للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة اليمنية".. هذا ما أكده نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان تعليقا على اتفاق الرياض الذي يأتي تتويجاً لجهود المملكة التي قادها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لتحقيق الأمن والاستقرار وصناعة السلام والتنمية في اليمن.

خلف اتفاق الرياض برز دور الأمير خالد بن سلمان الذي وصفته مواقع يمنية بمهندس الاتفاق والذي قاد عملية معقدة أظهرت دبلوماسيته المحترفة، وأشادت بحرصه على استقلالية اليمن ووصفت الاتفاق بالتاريخي وبأنه عاصفة سلام.

هذا ما أكده وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي أنور قرقاش عندما قال "ونحن نحتفي باتفاق الرياض بما يمثله من توحيد للصف والبدايات الجديدة المشجعة ونحرص على التطبيق الملتزم لبنوده، لا يسعنا إلا أن نثمن دور الأمير خالد بن سلمان في التوصل إلى هذا الاتفاق، فكل الشكر على إصراره ومثابرته وجلده وإدراكه العميق بأن لا خيار إلا النجاح".

دور الأمير خالد بن سلمان جاء انطلاقا من رسالته التي سبقت توقيع اتفاق الرياض والتي أكد فيها أن موقف المملكة الداعم للحكومة الشرعية ووحدة اليمن واستقراره ثابت لا يتغير، وأن ما حدث في عدن يعطي فرصة للمتربصين باليمن وأهله من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها الحوثيون والقاعدة وداعش.

الخطوات الأولى لحل الأزمة

في أغسطس من العام الجاري، بعد شهور من اندلاع أزمة الجنوب اليمني برز اسم الأمير خالد بن سلمان الذي تولى منصب نائب وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية بعد تركه المنصب السابق سفيرا للملكة في واشنطن، بعدما نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" تقريرا يكشف عن لقاء جمع الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي مع قيادات من المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي.

وقتها تحدثت التقارير عن دور الأمير خالد ومحاولاته لرأب صدع اليمن، وثمن قبول المجلس الانتقالي الجنوبي دعوة السعودية من أجل الحوار واستجابته لطلب تحالف دعم الشرعية في اليمن بوقف إطلاق النار ووقف كافة أشكال التصعيد.

وقتها شدد نائب وزير الدفاع السعودي على ضرورة حل الخلافات بالحوار بعيداً عن استخدام القوة، والعمل على توحيد الصفوف لمواجهة خطر الميليشيات الحوثية، المهدد والعدو الرئيسي لليمن، أرضاً وشعباً، وعدم القبول بتسليم اليمن لولاية الفقيه.

كما ذكرت الصحيفة أن الأمير خالد أشار إلى أهمية حل القضية الجنوبية بالحوار، بعيداً عن استخدام القوة، حيث لن يستفيد من ذلك سوى النظام الإيراني وذراعه الحوثية في اليمن.

خطوات ومساعي الأمير خالد بن سلمان تكللت في النهاية باتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي للحفاظ  على عملية السلام في اليمن وإنقاذ اليمنيين من الحرب والصراعات.

مسيرة دبلوماسية محترفة للأمير خالد بن سلمان أهلته للعب دور محوري في معادلة صعبة بين الأطراف اليمنية، هذه المسيرة شغل خلالها عدة مناصب، منها سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن بين أبريل 2017 ويناير 2019، ومستشار مدني في وزارة الدفاع السعودية، ومستشار في سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن عام 2016، وقبلها طيارا في القوات الجوية الملكية السعودية في قاعدة كولومبوس الجوية في الولايات المتحدة الأمريكية، والحصول على كالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية في المملكة العربية السعودية.