يمكن أن يساعد التعامل مع الخوف، الأطفال في أن يصبحوا أكثر مرونة، لكن أفلام الإثارة بالتأكيد ليست للجميع – وخاصة الأطفال. فبالنظر إلى أنه في عام 2020 وحده، تم تشخيص 5.4 مليون طفل بالقلق، يمكن الجزم بأن إضافة عرض مخيف إلى هذا المزيج قد يؤدي إلى تأجيج المزيد من الخوف، لكن هناك دراسة أمريكية تشير إلى عكس ذلك، وفق ما ينقله موقع “Parents“.
“إذا كانت الأمور مخيفة في العالم، بالنسبة لبعض الناس يبدو من المنطقي التغلب على شيء مخيف في برنامج تلفزيوني أو لعبة فيديو أو كتاب”؛ يقول المؤلف الرئيسي للدراسة كولتان سكريفنر، مرشح الدكتوراه في قسم التنمية البشرية المقارنة في جامعة شيكاغو.
ويضيف “سكريفنر”: “أحد الأسباب التي تجعل استخدام الرعب قد يرتبط بضائقة نفسية أقل هو أن خيال الرعب يسمح لجمهوره بممارسة التعامل مع المشاعر السلبية في بيئة آمنة”. هل هذا يعني أن عروض مثل Stranger Things يمكن أن تكون جيدة للأطفال؟
ووفق الدراسة، يمكن أن تساعد الأفلام المخيفة في بناء القدرة على الصمود.
ركز بحث “سكريفنر” على البالغين، لذلك ليس من الواضح ما إذا كان الأطفال الذين يشاهدون أفلامًا مخيفة سيختبرون نفس الفوائد النفسية. ولكن من وجهة نظر تنموية، فإن تعلم التعامل مع الخوف يساعد الأطفال على بناء القدرة على الصمود، كما تقول شيلي دراي، إحدى الباحثات في الدراسة.
في عيد الهالوين، عندما يرتدي الأطفال شخصيات مخيفة ويذهبون إلى تخويف الناس، “هذا نوع من الخوف صحي”، كما تقول الدكتورة دراي. هذه التجربة “تساعد على تطوير القليل من المرونة لدى الطفل لأنها تتيح له ممارسة الخوف ثم التعافي من الخوف”.
مشاهدة فيلم مخيف هي فرصة أخرى للشعور بالخوف والتنقل عبر تلك المشاعر في بيئة خاضعة للرقابة نسبيًا. كما أنها تمكننا من ممارسة التعاطف مع أطفالنا، كما يقول “سكريفنر”. فعندما يشهد الأطفال كيف تتعامل الشخصيات الخيالية مع المواقف المخيفة، يمكنهم تعلم تنمية موقفهم الخاص من البقاء على قيد الحياة.
توصل الباحثون إلى ملاحظة أخرى مثيرة للاهتمام؛ أن “جزء من تطوير المرونة هو القدرة على تحديد الإيجابيات، وتحديد استراتيجيات المواجهة”، كما تقول الدكتورة دراي.
فهل يجب أن تحضّر فيلم رعب كلاسيكي لليلة فيلم العائلة؟ الجواب سوف يختلف الأمر بين عائلة وأخرى.
يحتاج الآباء أولًا إلى التفكير في قيم أسرهم، كما تقول الدكتورة دراي.
فهل الأفلام المخيفة شيء تسمح به وتستمتع بمشاهدته في منزلك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فقم بتقييم استعداد طفلك.
وعلى الرغم من أن الأفلام المخيفة قد تكون مناسبة لعمر معين، تنصح الدكتورة دراي بعدم تقديمها للأطفال الصغار جدًا، نظرًا لإمكانية خلق قلق طويل الأمد.
في سنوات الطفولة الأولى، يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع المخاوف الطبيعية التي تنمو مع تقدمهم في العمر. ومن الممكن أن تكون الأفلام المخيفة مضافة إلى هذه المخاوف بشكل غير مرغوب فيه.
يجب أن يكون اختيار مشاهدة الأفلام المخيفة قرارًا مدروسًا يستند إلى شخصية الطفل واهتماماته. تشير الدكتورة دراي إلى أن بعض الأطفال يتمتعون بقدر كبير من الوعي والقدرة على التمييز بين الخيال والواقع، في حين يكون البعض الآخر أكثر حساسية ويحتاج إلى وقت أطول للتعافي من تأثيرات المشاهد المخيفة.
جدير بالذكر أن ما يعتبره طفل مخيفًا قد لا يزعج آخر، وهذا يعتمد على نضوجه وتطوره العاطفي. لذلك، على الوالدين مراقبة تفاعلات أطفالهم والتحدث معهم بشكل مفصل حول ما يمكنهم مشاهدته وكيف يمكنهم التعامل معه.
ومن المهم جدًا تحضير الأطفال لمشاهدة الأفلام المخيفة، ويمكن زيادة احتمالية أن تكون التجربة إيجابية من خلال إجراءات معينة. يُنصح بمعاينة الفيلم المراد مشاهدته أو على الأقل التعرف عليه مسبقًا، ويمكن مشاهدته مع الطفل خلال ساعات النهار لتقليل الخوف. وعلى الوالدين أيضًا تقديم دعم وتأييد للأطفال أثناء المشاهدة، مع مشاركة تجاربهم وكيفية تعاملهم مع المواقف المخيفة.
وإذا لاحظ الوالدين أي تغيرات في سلوك الطفل بعد مشاهدة الأفلام المخيفة، مثل زيادة الكوابيس أو القلق، فيجب الانتباه والتحدث معهم لمساعدتهم في التعامل مع هذه الأثر. يجب أن يكون قرار مشاهدة الأفلام المخيفة قرارًا مشتركًا يُتخذ بناءً على فهم دقيق لاحتياجات الطفل وقدراته على التعامل مع المواقف الصعبة.