شاعر وكاتب سعودي. عمل صحفياً ومحرراً في عدة مؤسسات إعلامية. صدر له ديوان “موسيقى”.
باعتقادي إنه لم تمر على البيت الأبيض قيادة أكثر تخبطاً في قراراتها وأهدافها من الإدارة الحالية، وهذا لا يقتصر على السياسة الخارجية بل حتى في الداخل الأمريكي، فعلى عكس ما أبداه بايدن في خطاب تنصيبه من حرص على “الوحدة” وهي الكلمة التي ذكرها في خطابه تسع مرات، وما أظهره من نوايا: “روحي كلها في جمع أمريكا معًا، وتوحيد شعبنا وأُمَّتنا”، بإمكان أي متابع ملاحظة أن السوء الذي تدار به الأمور وصل بالبلاد إلى حدٍ بدى عنده من المقبول مناقشة احتمال وقوع أعمال عنف واسعة وربما -كما يعتقد البعض- الوصول إلى حرب أهلية.
أما عند الحديث عن السياسة الخارجية لإدارة بايدن فإن بإمكاننا القول أن صورة الولايات المتحدة الأمربكية في نظر العالم حكوماتٍ وشعوباً وطوال أكثر من قرن على الأقل لم تصل من السوء حداً كالذي هي عليه الآن.
السياسات والقرارات الكارثية لبايدن أكثر من أن تعد، فمن مشهد انسحابه المذل من أفغانستان ثم تصريحاته ومحاولاته “إرضاخ” السعودية، تلك المحاولات التي انتهت بإرضاخه هو من قبل القيادة السعودية، ثم “إشعاله” الحرب الأوكرانية وصولاً إلى السياسة الضبابية والقرارات المتخبطة التي تعامل بها مع الأوضاع في الشرق الأوسط ما أدى إلى ما نراه الآن من تمرد وفوضى -لم تأت كما يتمناها هو واليسار المتطرف- تمتد من جنوب لبنان مروراً بإسرائيل وغزة حيث الآلاف من الضحايا الأبرياء ولا تقف عند الصراع السوداني الذي ازداد خطورةً، وصولاً إلى الأحداث الأخيرة في جنوب البحر الأحمر. وكل هذا غيض من فيض.
في خطاب تنصيبه قال بايدن: “يا معشر الناس، لقد حان وقت الاختبار”!
تبقى أشهر ويعلن الشعب الأمريكي نتيجة هذا الاختبار، وباعتقادي أن رحيل الديموقراطيين عن البيت الأبيض هو أفضل الأعمال التي بإمكان الشعب الأمريكي القيام بها. وأظنه سيفعل.