التلاعب بنتائج المباريات يمثل خطرًا على الرياضة أكثر من المنشطات

قال اثنان من المجموعة التي هزت العالم بفضيحة المنشطات إن التلاعب في نتائج المباريات يمثل خطرا على نزاهة الرياضة أكثر من تناول المنشطات.

ودق ريتشارد مكلارين، الذي أصدر تقريرا في 2016 يكشف فضيحة المنشطات برعاية الدولة في روسيا، وديفيد هاومان، المدير السابق للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (الوادا)، ناقوس الخطر بشأن التلاعب في نتائج المباريات خلال ندوة بعنوان التلاعب في نتائج المباريات والمراهنات في تورونتو يومي الأربعاء والخميس.

وأبلغ الكندي مكلارين، وهو أستاذ القانون والرئيس التنفيذي لشركة مكلارين جلوبال سبورتس سلوشينز، رويترز أن المنشطات والتلاعب في نتائج المباريات هما الخطر الأكبر على نزاهة الرياضة.

لكنه أشار إلى أن التلاعب يمثل المشكلة الأكبر.وأضاف "عدم التنبؤ هو ما يجعل الرياضة مختلفة عن الترفيه.التلاعب في النتائج المباريات ينتزع أهم وأفضل الخصائص وهو عدمالقدرة على التنبؤ.

"لو فقدت عدم التنبؤ بسبب التلاعب في نتائج المباريات فالحماس للرياضة سيتضاءل وهذه مشكلة أكبر".

وانتشر التلاعب في نتائج المباريات على مدار السنوات الأخيرة في العديد من الرياضات.

فعلى سبيل المثال كان عدد لاعبي التنس الذين تمت معاقبتهم في 2018 بسبب انتهاك لوائح مكافحة الفساد أكثر من أي عام آخر خلال العقد الأخير من الزمن.

وظهرت حالات في رياضات أخرى مما أعاد لفت الانتباه إلى المشكلة.

وكانت آخر العقوبات عندما تم إيقاف حكم كرة قدم مدى الحياة بسبب حصوله على رشى للتلاعب في نتائج المباريات وأيضا إيقاف اثنين من لاعبي السنوكر للسبب ذاته أو عدم الإبلاغ عن محاولة فساد.

منظمات الجريمة
ويرى هاومان أن الجرائم المنظمة هي المحرك الأساسي للفساد في الرياضة وأن عولمة المراهنات في الرياضات سمحت لمنظمات الجريمة بتوسيع نشاطاتها واكتساب خبرة في التلاعب في نتائج المباريات.

وقال المحامي النيوزيلندي هاومان، الذي عمل كمدير في الوادا ما بين 2003 و2016 والرئيس الحالي لوحدة النزاهة في ألعاب القوى،لرويترز "قمت بالكثير من العمل فيما يتعلق بنزاهة الرياضة بشكل عام ويمكنني الاقتباس من أشخاص يعملون في هذا الأمر بشكل أكبر بما في ذلك وكلاء إنفاذ القانون أن جميعهم يؤكدون أن الجريمة المنظمة هي الخطر الأكبر على نزاهة الرياضة.

"كنا نعلم في الوادا أن ذلك سيحدث وأشرت خلال فترتي إلى أنها مشكلة كبيرة يجب على العالم الرياضي مكافحتها لأن الأشخاص السيئين الذي يدفعون إلى طريق المنشطات هم من يتورطون في التلاعب في نتائج المباريات".

وقال آندي كانينجهام، مدير قطاع النزاهة في سبورتس رادار وهي شركة تراقب أنماط المراهنات وتقدم المعلومات إلى أكثر من 100 اتحاد رياضي، إن الأرقام الدقيقة لمدى المراهنات في الرياضة هي على أفضل حال "على أقصى تقدير".ويشير الانتربول إلى أن الرقم بحدود 500 مليار دولار سنويا.

وبعملهم في كل أنحاء العالم يسعى المتلاعبون للتأثير على نتائج كل شيء بدءا من مباريات كأس العالم لكرة القدم إلى الدرجات الأدنى في بطولات المستقبل التابعة للاتحاد الدولي للتنس.

وأوضحت سبورتس رادار في 2015 أنها حددت 60 حالة تلاعب في نتائج مباريات في الدوري الكندي لكرة القدم وهي بطولة دوري صغيرة في جنوب أونتاريو بعدد قليل من المشاهدين وكانت هدفا لسنوات لأشخاص من آسيا يتلاعبون في نتائج المباريات.وفي أحدث تقرير قال كانينجهام إن الدوري الكندي تخلص من ذلك

بشكل كبير وأن المراهنين في آسيا فقدوا اهتمامهم.لكن الدوري الكندي هو مثال بسيط عن مدى وصول مخالب منظمات
المراهنات.

وسواء كانت بطولة دولية لكرة القدم تحت 16 عاما أو مباراة في درجة أدنى في التنس فمن يتلاعب في نتائج المباريات يستهدف الهواة في أغلب الحالات أو رياضيين محترفين لا يجنون أموالا كافية.

لا وكالة عالمية
وأشار مكلارين إلى تقرير الاتحاد الدولي للتنس الذي وجد أن 600 من بين نحو 14 ألف لاعب ينافسون في بطولات الاتحاد الدولي هم فقط من يجنون أموالا تغطي نفقاتهم وهو ما أدى إلى وجود مجموعة كبيرة من الرياضيين أصبحت هدفا للمتلاعبين في نتائج المباريات.

ولا توجد وكالة عالمية لمكافحة الفساد في الرياضة مثلما تحاول الوادا مكافحة المنشطات ويرى هاومان أنه لن يتم تأسيس مثل هذه الوكالة.

وتم ترك التصدي لذلك إلى أشخاص غير مدربين في الاتحادات الرياضية والحكومات ووكالات إنفاذ القانون.

وقال هاومان "الجميع يقاوم وجود وادا أخرى. لا يريدون وكالة مستقلة تستحوذ على سلطاتهم ولا يريدون مشاهدة فضيحة أخرى مثلما حدث في روسيا وهذا من المحتمل أن يحدث لو هناك وكالة عالمية لمكافحة الفساد أو تحت أي اسم آخر.

"أعتقد أنها ستظهر خطوة بخطوة. التنس يقاوم الآن. الكريكيت بدأ بالفعل. هناك رياضات تقاوم التلاعب في نتائج المباريات".

وأضاف "من الأفضل أن تقوم بحماية الأشخاص والرياضة بدلا من انتظار الكارثة وإظهار رد الفعل".