الفيروسات تنهش الأتراك.. والغضب يلاحق أردوغان

تواصل وزارة الصحة التركية تحذيراتها المستمرة عبر بيانات وتقارير متعددة بشأن فيروسات انتشرت مؤخرا في البلاد، كان آخرها فيروسيّ حُمى غرب النيل والجرب، الأخير الذي ما زال ينهشُ في أجساد الأتراك، وسط تجاهل رئيس البلاد رجب طيب أردوغان وتفرغه تماماً للشؤون الخارجية.

ووفقا لتقارير صادرة من وزارة الصحة التركية، فإن وباء "حمى غرب النيل" انتقل عبر لسعات بعوض، ما تُسببُ تلك اللسعات أمراضاً عصيبة ونادرة تصل بعضها حد الوفاة، في الوقت الذي طالبت فيه الجهات المعنية التركية، بتحسين المياه الراكدة التي تكون عادة مناطقَ تكاثرٍ للبعوض.

ورصدت الوزارة حالات عديدة خلال الأشهر القليلة الماضية أصيبت بالمرض نفسه، فيما قامت أيضاً برصد حالات أخرى حيث تم إرسالها إلى مختبرات متخصصة بغية التأكد من الإصابة بالفايروس.

وعلى صعيد متصل، لفظ جندي تركي أنفاسه الأخيرة في العراق، بعد لسعة بعوض تعرّض لها، وذلك بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع التركية آنذاك، بعدما أصيب باللسعة خلال مناوبة في القاعدة العسكرية التركية قرب الموصل، رغم كل المحاولات التي تمت لإنقاذه.

وتلى ذلك فايروس الجرب، الذي سرعان ما تفشى في البلاد، والتهم كثيرٌ من المواطنين الذين ما زالوا يعانون بنظير عدم الاهتمام وتوفير العلاجات الوقائية الكافية لهم، من أجل تجاوز الوباء الذي باتت هاجساً يؤرقهم، الأمر الذي دعا كثير من المواطنين إلى البقاء في منازلهم خشية التعرض والإصابة به.

ويواجه الرئيس رجب طيب أردوغان موجة غضب في الشارع التركي، وذلك بسبب تفرغه التام للشؤون الخارجية وتدخلاته، لعل آخرها تدخله عسكريا في ليبيا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد وأيضا عدم مبالاته بمعاناة المواطنين جراء إصابتهم بالفايروسات التي طرأت مؤخرا.

كما سجلت تركيا خلال الفترة الأخيرة، أرقاما متدنية في عدد السائحين، خاصة أواخر السنة الميلادية، وذلك بسبب الحالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد على كافة الأصعدة، إضافة إلى انتشار الأوبئة بشكل مخيف خلال فترة قصيرة.

وكشف استطلاع رأي أجرته إحدى الجهات التركية، رغبة شريحة كبيرة من الشارع التركي في ضرورة التفات الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الأزمات الخانقة المحلية التي تعصف بالبلاد، وعدم التفرغ إلى الشؤون الخارجية، خاصة بعد القرارات التي اتخذها مؤخراً بشأن ليبيا.

ووفقاً لاستطلاع أجرته شركة متروبول للأبحاث، فإن نسبة الداعمين للرئيس التركي تراجعت منذ عام 2016 حيث بلغت الآن 43.7%، فيما وصلت نسبة المعارضين لقرار إرسال الجنود إلى ليبيا إلى 49.7%.