الوئام – خاص
تعاني بعض الأسر وجود مسافات داخلية بين الأب وأبنائه، بحكم انشغاله لأوقات طويلة في العمل أو التجارة والبقاء خارج المنزل لساعات طويلة، أو بين الأبناء والأم بحكم دراستها وحياتها العملية وانشغالها بأعمالها، فضلا عن واجباتها المنزلية أو لأسباب تتعلّق بشخصية الأب أو الأم الصارمة، لكن قد تكون لذلك عواقب نفسية سيئة على صحة الأطفال، نستعرضها في السطور التالية.
يقول الدكتور نايف عبدالغني الدبيس، استشاري طب الأطفال والصحة النفسية، إن “التفاعل الداخلي في محيط الأسرة يسهم في بناء مناخ اجتماعي سوي، ومن الضروري تقليل الفجوات الزمنية والمكانية بين الأطفال أنفسهم أو بينهم وبين والديهم، لأن البعد يولد الكثير من الأزمات النفسية بنفوس الأطفال ويؤثّر عليهم لاحقا”.
ويضيف نايف الدبيس، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “القرب النفسي وملاعبة وملاطفة الأطفال وتبادل الحكي معهم والاستماع إلى نوادرهم وطرائفهم وكيف يسير يومهم في الدراسة أو حتى ما مر عليهم خلال اليوم خلال فترة الإجازة، كل ذلك يولد لديهم أحاسيس مفيدة نفسيا وصحية أيضا، أهمها أن الطفل مقبول، وجدير بالانتباه والاهتمام، ويتطلب الأمر أن يكون لدى الآباء قدر من مهارات التواصل اللغوي وعدم تسفيه كلام الأطفال، وتقدير خيالهم الجميل في تلك المراحل السنية”.
ويوضّح المتحدث ذاته أن “الجمعية الأمريكية لطب الأطفال دعت كل أطباء الأطفال وعبر أكثر من ٢٠ توجيها، إلى أن يكونوا دعاة لكل الآباء والأمهات للالتفات لحق الأطفال في اللعب والتعبير عن آرائهم وإعادة الاعتبار لمكانة الطفل إزاء الأمور الأخرى؛ كالتحصيل الأكاديمي وكذلك التخطيط المسبق واتخاذ القرار، وكان من تلك التوجيهات تذكير الوالدين بأهمية الاتزان في التربية والاهتمام بكل أبعاد الطفل النفسية والجسدية والاجتماعية، ودعم الوالدين في تكوين مجموعات من الآباء لتنظيم حصص لعب جماعي في الأحياء والتجمعات”.
ويختتم استشاري طب الأطفال والصحة النفسية: “دعونا اليوم نمنح أطفالنا مكانا وزمانا أرحب للتعبير عن رأيهم، وقبل هذا وبعده دعونا نكون برفقتهم أكثر دون أن تأخذنا الحياة بالبحث وراء ما نريد، وأن نهمل ما يريده الأبناء، فصُنع غدا أفضل لهم، يتطلب أن نبني أجيالا سوية نفسيا ومحبة لأسرتها والمجتمع ككل”.