حادثة بقيق.. كواليس استهداف منشآت أرامكو عام 2019

سلط برنامج "حكاية وعد" والذي يعرض على "قناة mbc" الضوء على تفاصيل حادثة بقيق، وتضمنت الحلقات معلومات مهمة من الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، والمهندس أمين الناصر رئيس شركة أرامكو.

 

وكشف الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة عن كيفية استثمار الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشآت شركة أرامكو في بقيق وخريص، عام 2019، وتحويله إلى حدث إيجابي يعزز قيمة المملكة دوليا.

 

وقال الأمير خلال لقاء له مع برنامج “حكاية وعد” المذاع على قناة mbc: "اجتمع معنا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل موعد أذان الفجر، وقدمنا لسموه عرض موجز، وقلت لولي العهد أن بعض الإخوة يقترحون أن ننتظر يومين أو ثلاثة قبل التحدث إعلاميا حتى نتأكد من تأمين المناطق وعدم تكرار هذه الحوادث مرة أخرى، أوربما تتعرض منشآت أخرى لحادث مشابه، وهناك رأي آخر، هو أن نعلن اليوم قبل غدا، لأن ذلك تعزيز لموثقيتنا وفرصة يجب أن نستغلها استغلال أمثل، ونعلن للعالم أنه رغم ما تعرضنا له إلا أننا قادرون على العودة إلى ما كنا عليه".

وتابع: "ولي العهد سألني عن تأثير الحادث على الأسواق، قلت الأسواق تنخفض لكن موثقيتنا ترتفع، فقال ولي العهد (توكلنا على الله)".

وأردف: "في تلك اللحظات انطلق الأذان، ورددت (الله أكبر) بشعور المنتصر، لأن نحن كبلد، كدولة، وقيادة، وشعب، ما انكسر، مشيرا إلى أنه كان يشعر بالفخر بعد إتمام الإصلاحات خلال أيام قصيرة.

وفي السياق، قال المهندس أمين الناصر رئيس شركة أرامكو: "سمو سيدي ولي العهد، كان ما يهمه أن المملكة لها ثقلها العالمي، كمصدر موثوق للطاقة، فكان من المهم أن نتحدث مع الصحافة العالمية لأنه كان هناك تشكيك في الوقت اللازم لعودة الأمور كما يصل إلى 6 أشهر أو سنة".

 

وتابع: "بعدما تأكد ولي العهد أنه سيتم إصلاح كل ما تم تخريبه خلال 3 أسابيع فقط وفقا لتقرير الشركة، سمح أن نصرح للصحافة العالمية أنه سيتم الانتهاء من الإصلاحات خلال 3 أسابيع وأنه لن يتضرر أي من العملاء خلال هذه الفترة، خاصة أن لدينا مخزونات داخل وخارج المملكة".

وأكد أن معامل الشركة في بقيق وخريص تعرضت لهجوم بـ 25 صاروخًا و "درون" في سبتمبر 2019، إلا أنها تمكنت من معالجة الأضرار الناتجة عن الهجوم خلال 3 أسابيع فقط.

وروى الناصرتفاصيل استقباله لخبر الهجوم على منشآت أرامكو في بقيق والخريص، حيث قال إنه استقبل مكالمة هاتفية في تمام الساعة 3:45 صباحًا، أُخبر خلالها بتعرض بعض المعامل التابعة لـ "أرامكو" لهجوم لم يتم تحديد وسيلة تنفيذه.

وأضاف أنه سارع بالذهاب إلى مركز التحكم الرئيسي في الظهران، وكان سؤاله الأول فور وصوله، عما إذا كان الهجوم قد أسفر عن خسائر بشرية، مؤكدًا أن الشركة بمقدورها تغيير أي أجزاء تضررت جراء الهجوم، ولكن من الصعب تعويض الكفاءات البشرية الوطنية العاملة هناك.
ولفت إلى أنه كان يتوقع استغراق جهود إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الهجوم 6 أسابيع، إلا أنه فوجئ من الكوادر الفنية بأن 3 أسابيع ستكون كافية لاستعادة الوتيرة الطبيعية في المواقع المتضررة جراء الهجوم.

وذكر أنه فوجئ بأكثر من 13 حريقًا كبيرًا في المواقع المستهدفة، إلا أن رجال الإطفاء والصيانة وغيرهم، تمكنوا من السيطرة على الحرائق خلال 7 ساعات، مشيرًا إلى الأدوار البطولية التي قام بها العديد من العناصر للسيطرة على الحرائق المشتعلة أثناء الهجوم.

ومن جانبه، وصف وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان شعوره خلال يوم الهجوم، حيث أكد أنه لا يستطيع نسيان ذلك اليوم، والذي وصفه بـ "اليوم الأسود"، حيث شعر بانكسار غير مسبوق عندما زار بقيق بعد هذا الهجوم، والذي أثّر على نصف الطاقة الإنتاجية في هذه المواقع، مؤكدًا أن قدرة المملكة على الوقوف مجددًا ومعالجة آثار الهجوم، أكدت سمعتها المعروفة كأكثر المصدرين للنفط اعتمادية وموثوقية بالعالم.

وأكد أنه في بداية الأمر أخبر مرافقيه بأنه لن يخبر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتقييم الأضرار، وطلب منهم إعادة التقييم والمراجعة، مشيرًا إلى أنه طلب من ولي العهد إمهاله حتى اليوم التالي من الهجوم، للوقوف على الأضرار التي لحقت بالموقعين.

وأشار إلى أن ولي العهد طلب رأيه بشأن تأثيرات الإعلان عن الحادث على مستوى الأسواق العالمية، إذ رأى البعض أن يتم إرجاء الإعلان عن الأضرار لبضعة أيام، إلا أن الأمير عبدالعزيز بن سلمان رأى أن الإعلان عن النتائج سيسهم في الحفاظ على موثوقية المملكة، وهو الأمر الذي لاقى قبولًا لدى ولي العهد.