لا تخلو أسرة من الخلافات بين الأب والأم، أو بين أي طرفين تحت سقف واحد، وهذا أمر طبيعي، لكن مِن الضروري ألا تتزايَد الخلافات والصوت العالي، بما يصيب الأبناء بالتشتّت، وهو ما يرفع حاجز الكراهية والانعزال داخل الأسرة، ونستعرض تأثير الخلافات المستمرّة داخل الأسرة على نفسية ومستقبل الأبناء.
استمرار الخلافات بين الأب والأم واضطراب العلاقة بين الزوجين وأمام الأبناء وفي نطاق الأسرة، أخطر ما يكون على نفسية الأطفال والأبناء، لأن كلّ ذلك يسبّب لهم التشتت في الدراسة، ويرفع من معاملات الخوف من المستقبل، ويصيبهم بالشلل عن التفكير في الكثير من الأحيان وأمام مواقف تحتاج إلى حسن التصرّف وسرعة اتخاذ قرارات في حياتهم فيما يعد.
الأبوان عليهما مسؤولية مشتركة وكبيرة، ولا تخص طرفا دون الآخر في الحفاظ على حياة ونفسية أبنائهم وعدم تعريضهم، لا سيما في أثناء فترة الدراسة والامتحانات، للمشتتات الأسرية والصوت العالي في نطاق الأسرة.
استمرار الخلافات العائلية يجرّد الأطفال من انتمائهم بمرور الوقت، ويفقدهم الحب نحو الأبوين، ويزيد من الحواجز النفسية بين الأبناء والأب والأم، ويشعرهم بالتفكّك الأسري والعزلة داخل الأسرة، وهي مؤشّرات خطيرة على مستقبل الأطفال ولا تُنتج أطفالا أسوياء.