قدمت دراسة حديثة من جامعة كامبريدج منظورًا جديدًا للإبداع المرتبط بالجنون، حيث ركزت على مجموعة إبداعية غير معتادة؛ هي السحرة.
الدراسة، التي نشرتها جامعة “كامبريدج“، أظهرت أن السحرة، الذين لم يكن لهم حصة كبيرة في البحث العلمي السابق حول المبدعين والأزمات النفسية، يمثلون مجموعة فنية تستحق الاهتمام والتحليل. وبيّنت النتائج أن السحرة يظهرون أقل عرضة للاضطرابات النفسية مقارنة بالفنانين والعلماء على سبيل المثال.
تشير الدراسة إلى تنوع وانتشار العروض السحرية في تاريخ الثقافات، حيث يتنوع فن السحر بين الألعاب البسيطة والعروض الكبيرة التي تتطلب تركيزًا شديدًا ومهارات فريدة. ورغم أن السحرة يعملون في عزلة أثناء الأداء، يظهرون تواصلًا اجتماعيًا قويًا خارج المسرح.
ووفق الدراسة، يقدم السحرة أداءً إبداعيًا يتطلب تركيزًا شديدًا، مما يجعلهم أقل عرضة للضغوط الخارجية. يشير إلى أن تلك الضغوط تجعلهم يعيشون في عزلة نسبية، وفي الوقت نفسه، يتمتعون بحياة فريدة تختلف عن باقي المبدعين.
تبين الدراسة كذلك أن السحرة يسجلون درجات منخفضة في السمات الفصامية والتوحدية، مما يظهر تشابهًا مع العلماء. يشير هذا التشابه إلى أنهم مجموعة إبداعية فريدة تستحق دراسة مكثفة.
وعلى الرغم من الصورة التقليدية لارتباط الإبداع بالجنون، تظهر الدراسة الجديدة أن السحرة يشكلون مجموعة فنية فريدة بخصائص نفسية تميزها عن غيرها. هذا يفتح أفقًا جديدًا لفهم علاقة الإبداع بالصحة النفسية، ويعزز أهمية دراسة تأثير الأعمال الفنية المختلفة على الفرد.