“لعبة الصين”.. أوروبا تدعم الشكوك الأمريكية بشأن علاقة بكين و كورونا

انضم أعضاء كثيرون في البرلمان الأوروبي،اليوم، لأصوات الكثيرين في الكونجرس الأميركي بشأن التشكيك في مصداقية رواية الصين حول فيروس كورونا وأسباب انتشاره و مصدافية الأعداد التي أعلنتها بيكين.

و شكك زعيم أكبر إتلاف داخل برلمان الاتحاد الأوروبي فيما أعلنته الصين من أعداد للوفيات جراء الفيروس قائلا: "هل من المعقول أن تكون أعداد الوفيات في إسبانيا أو إيطاليا أكبر من الصين التي يبلغ تعداد شعبها أضعاف تعداد تلك الدول.

و اتهم الكونغرس الأمريكي، الصين بالتضليل و التكتم على معلومات خطيرة بشأن وباء كورونا، كما اتهم منظمة الصحة العالمية بالتغاضي عن كذب الصين، بشأن فيروس كورونا، مطالبًا مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، بتقديم إيضاحات بشأن استجابة المنظمة لجائحة كورونا.

وأعرب السيناتور الجمهوري تود يانغ، وهو رئيس اللجنة المعنية بالمؤسسات المتعددة الأطراف التابعة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، عن قلقه العميق إزاء أداء منظمة الصحة العالمية في الاستجابة لتحدي وباء كورونا، متهما إياها بالتقاعس عن تقديم معلومات موثوقة حول المخاطر المتعلقة بالفيروس وإجراءات الرد على انتشاره في الوقت المناسب.

و قالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إنها حصلت على وثائق داخلية من الصين تظهر أن بكين تأخرت 6 أيام قبل أن تحذر من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وأضافت الوكالة الأمريكية، أن مدينة ووهان استضافت في تلك الفترة مأدبة جماعية لعشرات الآلاف من الناس من أجل احتفالات السنة القمرية الجديدة.

وأشارت إلى أن الرئيس شي جين بينغ حذر الجمهور في اليوم السابع (20 يناير 2020) من انتشار الوباء، ولكن بحلول ذلك الوقت كان قد أصيب أكثر من 3000 شخص، وفقا لوثائق داخلية حصلت عليها “أسوشيتد برس” وتقديرات الخبراء بناء على بيانات العدوى.

وأفادت بأن هذا التأخير من 14 يناير إلى 20 يناير لم يكن أول خطأ يرتكبه المسؤولون الصينيون على جميع المستويات في مواجهة تفشي المرض، ولا أطول فترة تأخر.

وصرح زو فينغ تشانغ، وهو خبير وبائيات مستقل بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، بأن طريقة تعامل السلطات الصينية مع كورونا مروعة، وأضاف: “لو اتخذوا إجراءات قبل ستة أيام.. لربما كنا تجنبنا انهيار النظام الطبي في ووهان”.

وأشار خبراء آخرون إلى أن الحكومة الصينية ربما تمهلت لتحذير العامة كي تتلافى حالة الهستيريا، موضحين أنها تصرفت خلال ذلك الوقت بسرعة وبصورة سرية.

وأشارت “أسوشيتد برس” إلى أنه ليس مؤكدا إذا كان المسؤولون المحليون هم الذين لم يبلغوا عن الحالات، أم أن المسؤولين على المستوى الوطني هم الذين لم يعلنوها، كما أنه ليس من الواضح ما كان يعرفه المسؤولون بالضبط في ووهان في ذلك الوقت.

وتابعت: “لكن ما هو واضح، أن الضوابط الصارمة التي تفرضها الصين على المعلومات، والعوائق البيروقراطية، والتردد في رفع الأخبار السيئة إلى مستويات القيادة الأعلى، منع إصدار التحذيرات المبكرة”.

وأضافت أن المذكرة التي حصلت عليها، تظهر أن رئيس لجنة الصحة الوطنية الصينية ما شياو وي، وضع تقييما قاتما للوضع في 14 يناير في مؤتمر سري عبر الهاتف مع مسؤولي الصحة في المقاطعة.

وجاء في المذكرة أن الاجتماع الذي تم عن بعد انعقد لنقل التعليمات بشأن فيروس كورونا من الرئيس شي جين بينغ، ورئيس الوزراء لي كيكيانغ، ونائب رئيس الوزراء سون تشونلان، لكنها لا تحدد ماذا كانت تلك التعليمات، حيث اكتفت بالتأكيد على أن الوضع الوبائي لا يزال خطيرا ومعقدا، وهو أشد تحد منذ “سارس” في عام 2003، ومن المرجح أن يتطور إلى حدث صحي عام كبير.

وشددت الهيئة الصحية الصينية على أنها نظمت المؤتمر عن بعد بسبب الحالة المبلغ عنها في تايلاند وإمكانية انتشار الفيروس خلال العام الجديد، وأضافت أن الصين نشرت معلومات عن تفشي المرض بشكل مفتوح وشفاف ومسؤول وفي الوقت المناسب وفقا للتعليمات الهامة التي أصدرها الرئيس شي مرارا.

من جهتها نفت الحكومة الصينية بشكل قاطع كل الاتهامات المنسوبة إليها بالتعتيم على المعلومات في الأيام الأولى، قائلة إنها أبلغت منظمة الصحة العالمية على الفور عن تفشي المرض.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان اليوم، ردا على سؤال حول قصة وكالة “أسوشييتد برس”: “أولئك الذين يتهمون الصين بالافتقار إلى الشفافية والانفتاح ليسوا منصفين”.

و كشفت وثائق دبلوماسية عن تحذير أميركي سابق بشأن إجراءات السلامة داخل مختبر في مدينة ووهان الصينية، يدرس فيروسات كورونا في الحيوانات.

وبحسب المراسلات الدبلوماسية، التي حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن مسؤولين أميركيين أعربوا عن قلقهم بشأن قواعد السلامة في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات عام 2018، أي قبل عامين من ظهور الفيروس المستجد (كوفيد 19).

المختبر الحاصل على المستوى الرابع من شهادة بحوث السلامة الإحيائية، وهو أعلى تصنيف ممكن، كان يجري أبحاثاً على الفيروسات التاجية (كورونا) في الخفافيش، وبعد عدة زيارات إلى المعمل قام بها دبلوماسي أميركي وآخر علمي في سفارة الولايات المتحدة لدى بكين مطلع 2018، بدأ المسؤولون يشعرون بالقلق بشأن سلامة البحث، وبعثوا باثنين من المراسلات الحساسة إلى واشنطن لطلب المساعدة للمختبر لتشديد بروتوكولات السلامة الخاصة به، حيث كان الباحثون في المعهد يتلقون بالفعل الدعم من مختبر جالفستون الوطني بجامعة تكساس ومنظمات أميركية أخرى.

وداخل إدارة الرئيس دونالد ترمب، يشتبه العديد من مسؤولي الأمن القومي منذ فترة طويلة أن WIV أو مركز ووهان لمكافحة الأمراض والوقاية كانا مصدر تفشي الفيروس الجديد. ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، لم تقدم أجهزة الاستخبارات أي دليل لتأكيد ذلك، لكن أحد كبار المسؤولين في الإدارة أفاد في تعليقات لـ"واشنطن بوست" أن المراسلات الدبلوماسية تقدم دليلاً آخر يدعم احتمال أن يكون الوباء نتيجة لحادث في مختبر بمدينة ووهان.

وبحسب موقع "ديفينس وان"، قال الجنرال الأميركي مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، للصحافيين خلال لقاء ، إن الاستخبارات الأميركية تدرس بعناية احتمال خروج الفيروس عن طريق الخطأ من أحد المختبرات في ووهان. وأضاف "هناك الكثير من الإشاعات والتكهنات لدى طيف واسع من وسائل الإعلام ومواقع المدونات، وما إلى ذلك. لا ينبغي أن يكون من المستغرب أن نولي اهتماماً كبيراً بذلك، وقد تلقينا الكثير من المعلومات الاستخباراتية التي تلقي نظرة فاحصة على ذلك".