جاء قرار محكمة العدل الدولية في الدعوى المرفوعة من قبل جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ليضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته التي يجب عليه القيام بها للضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية وهو ما دعت له المملكة في أكثر من مناسبة.
إن قرار المحكمة الذي طالب إسرائيل بأن تتخذ كل الإجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الأفعال ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية التي وقعت هي عليها قبل عدة عقود، يجب أن يكون بداية لمرحلة جديدة من الانطلاق العربي والإسلامي لبلورة موقف دولي رافض لتلك الحرب وفق ما تعمل عليه اللجنة المكلفة من القمة العربية الإسلامية التي ترأسها السعودية.
لقد كان الموقف السعودي من بداية الحرب الإسرائيلية على غزة شديد الوضوح حيث طالبت السعودية بوقف العدوان الإسرائيلي فورًا وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل دائم ومستمر وضمان حماية المدنيين العزل، وفي سبيل ذلك استضافت الرياض العديد من القمم والمؤتمرات الدولية وشاركت في المحافل الدولية والإقليمية لشرح وجهة النظر السعودية والتأكيد على خطورة الوضع الإنساني في غزة.
وتطالب السعودية بضرورة اللجوء إلى طاولة المفاوضات لإنهاء تلك الحرب وحل القضية الفلسطينية بشكل كامل وفق المبادرة العربية التي تضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتؤكد أن حل القضية الفلسطينية سيكون مفتاح الاستقرار في المنطقة.