تجري وكالة حماية البيئة الأمريكية، وهي أكبر وكالة بيئية أمريكية، دراسة حاليا لفهم كيفية اختلاف الانبعاثات المنبعثة من الإطارات والمكابح من السيارات الكهربائية عن السيارات العادية، وما إذا كانت السيارات الكهربائية من بين الملوثات الرئيسية.
واتخذت وكالة حماية البيئة الأمريكية تلك الخطوة بعد ظهور إحدى الدراسات الصادرة عن هيئة رقابية مستقلة، والتي تقول إن المركبات الكهربائية تطرد المزيد من الجسيمات من خلال إطاراتها ومكابحها مقارنة بالمركبات الحديثة التي تعمل بالغاز بسبب الوزن الإضافي لبطارياتها.
وتعتقد وكالة حماية البيئة أن النتائج التي ستتوصل إليها ستكشف أن المركبات الكهربائية هي أفضل للبيئة ولصحة الأشخاص.
وخلصت الدراسة الت أجرتها إحدى الهيئات الرقابية إلى أن انبعاثات الإطارات والفرامل تنطلق منها جسيمات أكثر بـ1850 مرة من أنابيب العادم الحديثة المزودة بمرشحات تقلل الانبعاثات.
وقالت إنه نظرًا لأن المركبات الكهربائية أثقل بكثير من المركبات التي تعمل بالغاز، فهي الملوث الأكبر، كما أن إطارات السيارات الكهربائية وفواصلها تتآكل بشكل أسرع لأنها أثقل من المركبات القياسية وتضع ضغطًا أكبر على كليهما.
وتابعت: “عندما تتآكل هذه المواد، فإنها تطلق المزيد من انبعاثات الجسيمات، أو المواد البلاستيكية الدقيقة، وهي صغيرة جدًا بحيث يمكن استنشاقها أو يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة عند إطلاقها في الهواء، بما في ذلك أمراض القلب والرئة والربو والسرطان”.
من جانبها، ترى وكالة حماية البيئة الأمريكية أن السيارات الكهربائية مبنية بأنظمة مكابح متجددة، والتي تعمل مثل المولد، حيث تغذي الطاقة مرة أخرى إلى النظام الكهربائي للسيارة لتجديد نطاقها، وتستهلك المكابح بشكل أبطأ.
ومع ذلك، قارن الباحثون انبعاثات الإطارات في المركبات الكهربائية بانبعاثات أنابيب العادم في المركبات ذات المحرك الداخلي القابل للاحتراق “ICE” بدلاً من التركيز على المقارنة المباشرة بين تآكل الإطارات والفرامل.
ووفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، من المهم التركيز على المقارنة المباشرة للإطارات للحصول على تصور أفضل حول ما إذا كانت أنظمة إطارات وفرامل المركبات الكهربائية لها تأثير أكبر على جودة الهواء.
وتنبعث ملوثات من أنابيب العادم تحمل بالهواء مثل الغبار والأوساخ والتي يمكن أن تؤدي إلى نوبات الربو وتلحق الضرر بالرئتين والقلب والصحة العقلية، وهي أيضًا السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال هشام رخا، الأستاذ في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، في تصريحات لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إنه من الصعب تحديد المدى الكامل للمواد البلاستيكية الدقيقة المنبعثة من الإطارات، وما يجعل الأمر صعبًا هو أنه سيتعين على الباحثين فصل المواد البلاستيكية الدقيقة التي تنطلق من الإطارات أثناء تآكلها عن المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في الهواء.
وتابع: “المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة بالفعل في الهواء لدرجة أن الشخص العادي يأكل ويشرب ويتنفس ما بين 78000 إلى 211000 جزيء من البلاستيك الدقيق سنويًا”.