منطقة الجوف سلة غذاء المملكة ومستقبلها في الطاقة المتجددة

منطقة الجوف أرض الزيتون، والتاريخ العريق، موطن التنوع البيئي، تتميز باعتدال مناخها، وخصوبة أرضها فاستحقت لقب سلة غذاء المملكة ، ستبهرك بطبيعتها الخلابة، وتراثها الغني، وحفاوة أهلها، وفعالياتها المتنوعة على مدار العام، ستعيش فيها لحظات فريدة بين جنبات قلاعها العريقة وآثارها الممتدة إلى عمق التاريخ القديم، في منطقة الجوف تنعم بحفاوة الاستقبال وجمال الطبيعة، وعبق التاريخ.

وتعد منطقة الجوف من المناطق الغنية بالتراث الحضاري والموروث الثقافي و الأثري الكبير ، حيث إن الزائر للمنطقة يجد فيها التنوع التاريخي.

كما أن دلائل الاستقرار في المنطقة ترجع إلى ما قبل التاريخ ، و يُتعرف على ذلك من خلال النظر إلى أقدم المواقع الأثرية في المنطقة وهو موقع " الشويحطيه " الذي يرجع تاريخه للعصر الحجري القديم " عصر الألدوان " ويــؤرخ إلى مابين مليون و300 ألف سنة إلى مليون سنة مضت قبل ميلاد المسيح عليه السلام ، يعقبه في القدم موقع أعمدة الرجاجيل ويرجع إلى فترة العصر النحاسي أي الألف الرابع قبل الميلاد .

ما يميز منطقة الجوف من ناحية موقعها بالقرب من مدخل وادي السرحان وعلى الأطراف الشمالية للجزيرة ، ما جعلها بالضرورة شريكاً مهماً في الحركة التجارية، التي ازدهرت قبل الإسلام ، كما ظهرت منطقة الجوف على مسرح تاريخ المدن في العهد الآشوري.

وهناك نصوص مكتوبة ومفصلة تتحدث عنها تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وتقدم هذه النصوص صورة العلاقات السياسية بين هذه المنطقة والأجزاء الأخرى من العالم القديم.

ولكل مدينة ومحافظة في منطقة الجوف طابع متميز عن الأخر كما أن كل محافظة تزخر بالمواقع الأثرية والحضارية والتراثية الخاصة بها.

حيث يرى الزائر سرد تاريخي للمنطقة بدايتاً بالعصور الحجرية القديمة بحقبها وعصور ما قبل الإسلام وما بعده وحتى الدولة السعودية الثالثة ، وهي تحكي قصصاً شهدت عملية تفاعل حضاري لازالت آثارها باقية سواءً المعمارية منها أو الكتابية أو الآثار المنقولة .

وأبرز المواقع الأثرية بمنطقة الجوف في مدينة سكاكا هي قلعة زعبل وبئر سيرار والرجاجيل وتحتض قصر مويسن والطوير ومجموعة من النقوش الصخرية.

وفي محافظة دومة الجندل قلعة مارد ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحي الدرع وتحتضن سور دومة الجندل وموقعة التحيكم , وفي محافظة القريات قصر كاف وجبل الصعيدي , وبها قصر إمارة الحديثة .

إضافة لتاريخ الجوف ومورثوها تحتضن صحراء النفود الكبير الممتدة للحدود الغربية للعراق والحدود الشرقية للأردن لتشترك من هناك مع صحراء الشام، وبها العديد احفوريات لحيوانات منقرضة ، كذلك رسوبيات لبحيرات قديمة جافة، وهي فرصة لهواة استكشاف الصحراء ومحبي المغامرات.

تلك المنطقة المتنوعة تمتلك مساحة كبيرة من الغطاء الأخضر حيث تحتضن ما يفوق 18 مليون شجرة مابين زيتونة ونخلة وأشجار الفاكهة ، فالمنطقة تحتضن 15 مليون شجرة زيتون تنتج 20 ألف طن سنوياً ومليون نخلة تنتج 40 ألف طن من التمور وفيها مليون شجرة فواكه تنتج 17 ألف طن من الثمار إضافة الى العديد من أصناف الخضار التي تملى الأسواق .

ولا تقف منطقة الجوف عند نعومة الرمال وخضرة الأرض وعراقة التاريخ فهي تضم مسطح يعد من أكبر البحيرات الصناعية في الشرق الأوسط وهي بحيرة دومة الجندل وهي مسطح مائي صناعي مساحته 500 ألف متر مربع، مخصص لتجمع المياه الفائضة عن ري الأراضي الزراعية، ولذلك فمياهه نظيفة إلا أنها مالحة، يبلغ عمق البحيرة في المنتصف حوالي 15 مترا، وتتفرد بموقعها الجميل كبحيرة في وسط الصحراء حيث اتخذت متنزها للأهالي وزوار المنطقة.

وتعد بحيرة دومة الجندل البحيرة الطبيعية الوحيدة في الجزيرة العربية وتقع على مساحة كبيرة جداً على ضفاف مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقصر مارد التاريخي وتحفها الجبال من عدة نواحٍ كما يشرف عليها من الجهة الغربية نخيل دومة الجندل، وأكد الجيولوجيون أن دومة الجندل من أغنى مناطق العالم بالمياه.

الجوف مستقبل المملكة في الطاقة حيث مشروع سكاكا للطاقة الشمسية، الذي يشمل 7 مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة توليد 1.52 جيجاواط وبحجم استثمارات مباشرة تقدر بـ1.51 مليار دولار (6 مليارات ريال). ومشروع "دومة الجندل لطاقة الرياح" بطاقة استيعابية 400 ميجاواط ، لذا اطلق عليها عاصمة الطاقة المتجددة .