القبض على رئيس أنقرة جوجو بعد اعتدائه على حكم بالدوري التركي

ألقت السلطات التركية اليوم الثلاثاء، القبض على فاروق كوكا، رئيس نادي أنقرة جوجو التركي لكرة القدم، واثنين آخرين.

وجاء ذلك بعدما قام كوكا بالاعتداء على أحد كبار الحكام في الملعب، عقب مباراة بالدوري المحلي مساء أمس الاثنين، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) أن كوكا من بين المشتبه بهم الثلاثة المتهمين بإصابة الحكم خليل أوموت ميلير، الذي أدار مباراة أنقرة جوجو ضد ضيفه تشايكور ريزا سبور، التي انتهت بالتعادل 1 / 1، في المرحلة الـ15 بالدوري التركي.

وفي البداية، تم إلقاء القبض على 6 أشخاص، بحسب (تي آر تي).

وطلب ممثلو الادعاء في أنقرة إطلاق سراح الثلاثة المشتبه بهم المتبقين بكفالة كجزء من التحقيقات المستمرة، حسبما كتب وزير العدل يلماظ تونش على منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي.

وتسببت لكمة رئيس النادي في إسقاط الحكم على أرض الملعب، مما أثار مشاهد فوضوية عقب انضمام اللاعبين والمسؤولين للمشاجرة أو لمحاولة التدخل من أجل فض الاشتباك.

وكان ميلير طرد لاعبا من كل فريق خلال اللقاء، الذي شهد تقدم أنقرة جوجو 1 / صفر، قبل أن يدرك ريزا سبور التعادل في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني.

ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إدانته للهجوم، وسرعان ما قرر الاتحاد التركي لكرة القدم تعليق المنافسات المحلية.

وفي بيان له، ألقى اتحاد الكرة التركي باللوم على هذا "الهجوم الدنيء" إلى الثقافة السامة المستمرة منذ سنوات تجاه الحكام، و"التي عززها العديد من اللاعبين ومسؤولي الأندية".

وذكر البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن "التصريحات غير المسؤولة لرؤساء الأندية والمديرين الفنيين والمدربين والمعلقين التلفزيونيين التي استهدفت الحكام مهدت الطريق لهذا الهجوم الدنيء اليوم".

أضاف الاتحاد في بيانه "بالتنسيق مع دولتنا، بدأ تنفيذ جميع الإجراءات الجنائية اللازمة ضد المسؤولين والمحرضين على هذا الهجوم اللاإنساني. سيتم معاقبة النادي المسؤول ورئيسه ومديريه وجميع المجرمين الذين هاجموا ميلير بأشد العقوبات".

وتابع "بموجب قرار مجلس إدارة الاتحاد التركي لكرة القدم، تم تأجيل المنافسات في جميع الدوريات لأجل غير مسمى".

ووفقا لوسائل الإعلام التركية، تم نقل ميلير وكوكا بعد تلك الواقعة للمستشفى، مع وضع رئيس النادي تحت الحراسة، ومن المتوقع أن يتم احتجازه بعد تلقيه العلاج.

ويعد ميلير /37 عاما/ أحد أبرز الحكام في أوروبا، حيث تم إدراجه بقائمة النخبة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، سبق له إدارة عدد من المباريات ببطولة الدوري الأوروبي، كما أدار مباراة ويستهام يونايتد الإنجليزي ضد ألكمار الهولندي في ذهاب قبل نهائي بطولة دوري المؤتمر الموسم الماضي.

من جانبه، قال الرئيس التركي في بيان "أدين الهجوم على الحكم خليل أوموت ميلير بعد مباراة أنقرة جوجو وتشايكور ريزا سبور، التي أقيمت هذا المساء، وأتمنى له الشفاء العاجل".

وأضاف "الرياضة تعني السلام والأخوة. الرياضة لا تتوافق مع العنف. لن نسمح أبدا بحدوث أعمال عنف في الرياضة التركية".

في المقابل، اعتذر نادي أنقرة جوجو عن ارتكاب رئيسه تلك الواقعة، وأصدر بيانا جاء فيه "نشعر بالحزن بسبب الحادث الذي وقع هذا المساء. نعتذر لجمهور كرة القدم التركي والمجتمع الرياضي بأكمله عن الحادث المحزن الذي وقع بعد مباراة تشايكور ريزا سبور في ملعب إريامان".

من ناحيته، أدان نادي ريزا سبور واقعة الاعتداء، وتمنى لميلير الشفاء العاجل، حيث أصدر بيانا على موقعه الألكتروني الرسمي ذكر فيه "ندين بشدة الأحداث غير المرغوب فيها التي وقعت بعد مباراة أنقرة جوجو التي لعبناها اليوم. نتمنى لمجتمع الحكام بأكمله، وخاصة حكم المباراة خليل أوموت ميلير، الشفاء العاجل".

أما السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فأدان الحادث أيضا، حيث قال على خاصية (ستوري) بحسابه في تطبيق (إنستجرام) "لا يوجد مكان على الإطلاق للعنف في كرة القدم، سواء داخل الملعب وخارجه".

أكد إنفانتينو أن الأحداث التي وقعت في أنقرة "غير مقبولة على الإطلاق وليس لها مكان في رياضتنا أو مجتمعنا".

وتابع "بدون حكام المباراة لن تكون هناك كرة قدم. ينبغي أن يكون الحكام واللاعبون والمشجعون والعاملون في أمان للاستمتاع بالمباريات. أطالب السلطات المعنية بضمان تنفيذ هذا الأمر واحترامه بشكل صارم على جميع المستويات".