“الفكاهة بنظري آداة نلتقي من خلالها رغم اختلافاتنا”؛ هكذا فسر ونهو تشونغ، في لقاء تلفزيوني أجري معه قبل 7 أشهر، طريقته البسيطة في الوصول إلى قلوب متابعيه بالشرق الأوسط. وهو الذي لم يحتفظ سوى برابط الدم والجذور من بلده الأم؛ كوريا الجنوبية. بينما أصبح عربيًا بامتياز مولدًا ولغة وتقاليد.
من هو ونهو تشونغ؟
وُلد ونهو تشونغ في جدّة من أب كوريّ وأم فيتنامية. بينما عاش أوّل 20 عامًا من حياته في عمّان مع عائلته، حيث تابع دراسته الجامعية في التسويق، فيما قضى السنوات الـ20 الأخيرة في دبي بالإمارات العربية، حيث يقيم حاليًا ويعمل في مجال الكوميديا والتمثيل والتقديم التلفزيوني.
“خلال طفولتي شعرتُ دائمًا بأنّني عربي، لكن الناس كانوا ينظرون إليّ بطريقة مختلفة من دون أن أفهم السبب”؛ يقول ونهو تشونغ، في لقاء أجرته معه صحيفة “الشرق الأوسط“، إنه لولا لغته العربية السليمة ما استطاع تجاوز هذه المحنة صغيرًا: “في كل مرة كنت أتعرض للتنمر أرد على زملائي: أنا منكم ولا داعي لأن تعاملوني كدخيل”.
وهكذا ما “كان سلبيًا في الصغر أراه اليوم إيجابيًا. الاختلاف فتح أمامي أبوابًا كثيرة”؛ يضيف نجم “الستاند أب” كوميدي.
مسيرة ونهو تشونغ الفنية
يؤكّد ونهو تشونغ أنه لم يبحث عن الشهرة، بل أتته صدفةً، حينما كان في محلّ أحذية في دبي، يتحدّث مع الموظفين ويُضحكهم، حيث لفتَ إليه انتباهَ أحد الزبائن الذي عرض عليه تصوير إعلان لعلامة تجاريّة معروفة، وهكذا كانت البداية.
بدأ ونهو تشونغ ككوميدي في نوفمبر 2007 عندما عمل في “شوتايم العربية” خلال جولة كوميديا بعنوان “محور الشر”، حيث كانوا يبحثون عن شخص من أصل كوري لإكمال فريق العمل.
قدم عروض “ستاند اب كوميدي” لمدة شهر، وظهر في 27 حفلًا أمام 20 ألف شخص في الأردن، ومصر، والكويت، ولبنان، ودبي.
أحدث إطلالات ونهو تشونغ التلفزيونيّة تعود به إلى مسقط الرأس، المملكة العربية السعودية؛ إذ يشارك في برنامج “تحدّي النفود” على قناة SBC كأحد الضيوف المشاهير.
View this post on Instagram
ونهو تشونغ يدعم فلسطين
ومؤخرًا، ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قرر ونهو تشونغ، تخصيص كل صفحاته عبر السوشيال ميديا صعوبة لنقل الصورة الحقيقية لما يجرى في غزة إلى متابعيه بلغات عدة، كما يقول في أحد اللقاءات التلفزيونية الأخيرة، مضيفًا أنها “مسؤولية كل شخص أن يقف أمام الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة”.
ويتهم ونهو تشونغ وسائل الإعلام الغربية بتتقدّيم سردية خاطئة، تلجأ إلى الكذب والتضليل، فيما يقع الآن في القطاع، مدللًا على كلامه بادعاء الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه رأى صورًا لأربعين طفلًا إسرائيليًا مقطوعي الرؤوس، وهو ما بثته شبكة “سي إن إن” من دون تحقق، ثم اضطرت مراسلتها سارة سندر إلى تقديم اعتذار عن نقلها هذا الخبر الكاذب.
View this post on Instagram
ولهذه الأسباب يرى الفنان الكوري السعودي المولد ضرورة أن يواصل تقديم السردية الحقيقية لما يجري في غزة، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار، لأن “ما يتم في غزة الآن هو جرائم حرب تتم بشكل يومي. بينما لا يطبق القانون الإنساني على الجميع”، منتقدًأ ازدواجية العالم الغربي في التعاطي مع القضية الفلسطينية.