في عام 2023، حقق عمالقة التكنولوجيا مكاسب عدة، فأصبح المستثمرون أكثر حماسةً بشأن آفاق الذكاء الاصطناعي التوليدي، ونما مؤشر أسعار أسهم شركات مثل Alphabet وAmazon وApple وMeta وMicrosoft وNvidia بنسبة 80% تقريبًا، لأنها توفر إما نماذج الذكاء الاصطناعي نفسها، أو البنية التحتية التي تشغلها وتقدمها. بينما في العام 2024، يُتوقع أن تستفيد من ثورة الذكاء الاصطناعي تلك شركات من خارج قطاع التكنولوجيا، والتي ستتبنى الذكاء الاصطناعي بشكل جدي -دون أن تكون مُصنعة له- بهدف خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية.
يقول جاي سكريفين المتخصص في مجال التكنولوجيا، وفق صحيفة “الإيكونوميست” الأمريكية، إن هناك أسباب رئيسية لهذا الاتجاه في العام 2024:
2023 كان عامًا لتجربة الذكاء الاصطناعي
أمضت الشركات الكبيرة معظم عام 2023 في تجربة الذكاء الاصطناعي التوليدية. والآن ونحن في نهاية العام، أصبحت شركات متعددة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في كتابة مسوداتها الأولى من وثائقها، بدايةً من العقود القانونية ووصولًا إلى المواد التسويقية.
على سبيل المثال، استخدم بنك JPMorgan Chase التكنولوجيا لتحليل اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي في محاولة لاستخلاص رؤى لمكتب التداول الخاص به.
ومع انتهاء المرحلة التجريبية، فإن هذه الشركات أقرب لنشر الذكاء الاصطناعي التوليدية على نطاق أوسع. وقد يعني ذلك استخدامه لتلخيص تسجيلات الاجتماعات أو زيادة البحث والتطوير.
وقد وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة kpmg، وهي شركة تدقيق، أن أربعة أخماس الشركات قالت إنها تخطط لزيادة استثماراتها في أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي بأكثر من 50% بحلول منتصف عام 2024.
الذكاء الاصطناعي.. واقع سريع التطور يجب مجاراته
في أواخر عام 2023، طرحت Microsoft روبوت محادثة الذكاء الاصطناعي لمساعدة مستخدمي برامج الإنتاجية الخاصة بها، في برامجها مثل Word وExcel. وأطلقت نفس الشيء لنظام التشغيل Windows الخاص بها. بينما ستحذو Google حذوها، بضخ الذكاء الاصطناعي في محرر المستندات وجداول البيانات من Google.
وقد ضخ المستثمرون أكثر من 36 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي التوليدي، أي أكثر من ضعف ما كان عليه في عام 2022، بما يشير إلى تطور بالغ السرعة في الذكاء الاصطناعي سيشهده العالم في الفترة القريبة المقبلة، وهذا التطور سيكون أكثر دقة وإنتاجية وسرعة ومحاكاة للذكاء البشري، الأمر الذي سيجذب مزيدًا من الراغبين في الاعتماد عليه.
وبينما لا يزال الطلب مرتفعا على معلمي الذكاء الاصطناعي، فقد وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة ماكينزي الاستشارية أنه في عام 2023 قالت الشركات إنه أصبح من الأسهل التوظيف في الأدوار المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
لكن ما هي الشركات التي ستأخذ زمام المبادرة في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي؟
يقول جاي سكريفين أن الشركات الصغيرة هي الأقرب لأخذ زمام المبادرة في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، كما حدث في الموجات السابقة من التكنولوجيا مثل الهواتف الذكية وتكنولوجيا السحابة. وذلك لاكتساب ميزة على الشركات الكبيرة.
ولكن من بين الشركات الكبرى، ستتمكن الشركات التي تركز على البيانات، مثل تلك العاملة في مجال الرعاية الصحية والخدمات المالية، من التحرك بشكل أسرع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. لكن هذا أيضًا مرهونًا بقدر الآمان الذي ستعمل هذه الأدوات وفقًا له. وهو ما قد يتطور سريعًا خلال الفترة المقبلة.