يُعد تنويع الاقتصاد هدفًا رئيسيًا في رؤية 2030، ويساهم قطاع التعدين في تحقيق هذا الهدف من خلال توفير مصادر دخل متنوعة، ويعتبر حجر زاوية في رؤية المملكة المستقبلية 2030، وتولي السعودية اهتمامًا بالغًا به، ما أكد عليه وليّ العهد محمّد بن سلمان في مقابلته التي أجراها مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، بقوله إن هذا القطاع في أوليّات رؤية 2030 الاقتصاديّة.
تاريخيًا عملت السعودية على تطوير قطاع التعدين منذ بداية رحلة الاستكشاف في عام 1997، ومحاولة استغلال الثروة المعدنية التي تتمتع بها المملكة، وطورت وزارة البترول والثروة المعدنية وقتها، استراتيجية لتنمية قطاع التعدين للبحث عن الفرص المتاحة في قطاع التعدين.
اقرأ أيضًا: اتفاقية سعودية يابانية لتوطين تقنيات معالجة المياه في المملكة
كان للتعدين دور محدود في الاقتصاد السعودي، ولكن مع إطلاق رؤية المملكة 2030، تم تسليط الضوء على قطاع التعدين وتعزيز دوره كجزء أساسي من استراتيجية التنمية، لتحويل الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز القطاعات غير النفطية، بما في ذلك التعدين، للحد من الاعتماد على النفط.
يأتي قطاع التعدين كركيزة ثالثة للصناعة الوطنية السعودية في رؤية 2030، التي عملت منذ إعلانها على إطلاق مبادرات عدة خاصة بقطاع التعدين، كانت البداية مع 3 ثلاث مبادرات استراتيجية كبداية لتطوير القطاع، والتي تتطلب العمل على مسوحات جيولوجية للمملكة، وتحديد فرص الاستثمار في هذا القطاع، بالإضافة إلى دراسة الحوافز الممكنة لتنميته.
إيرادات قياسية في 2023
وفي الحفل السنوي لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، قال وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريِّف، إن قطاع التعدين الوليد في “رؤية المملكة 2030” حقق إيرادات قياسية في 2023 تجاوزت 1.5 مليار ريال، وحصدت المملكة جائزة أفضل دولة في تحسين البيئة التشريعية والاستثمارية في القطاع.
وأشار إلى أنه تم استكمال برنامج المسح الجيولوجي بمساحة تجاوزت 30% من مساحة الدرع العربي والنتائج مبهرة حيث نكتشف معادن وثروات طبيعية جديدة سيتم الإعلان عنها في مؤتمر مستقبل المعادن منتصف يناير المقبل.
استراتيجيات ومبادرات لدعم قطاع التعدين
تعمل وزارة الصناعة والثروة المعدنية، على عدد من المبادرات التي تهدف لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 عبر برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، تحسين قطاع التعدين وزيادة إنتاجية القطاع، كما تم التركيز على استقطاب الاستثمارات الوطنية والأجنبية لتعزيز البنية التحتية وتحسين التقنيات المستخدمة.
قدمت المملكة تسهيلات للاستثمار في قطاع التعدين من بينها سن تشريعات وقوانين جديد تتيح إصدار تراخيص التعدين في مدة تتراوح بين 90 -180 يومًا، بدلاً من عدة أعوام في السابق.
اقرأ أيضًا: بقيمة 133 مليون ريال.. “أمانة عسير” توقع مذكرات تفاهم لتنفيذ مشاريع استثمارية
وأطلقت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، مبادرة حاضنة الاستكشاف “نُثري” لتمكين المستكشفين الناشئين في قطاع الاستكشاف التعديني من الأفراد والشركات المحلية، بهدف الاستغلال الأمثل للثروات المعدنية بالمملكة في أكثر من 5,300 موقع، بقيمة تقدر بنحو 5 تريليونات ريال.
الاستثمارات الأجنبية
من بين التوصيات التي خرجت بها الاستراتيجيات المتبعة في قطاع التعدين، هي تعظيم الاستثمارات الأجنبية في القطاع عبر خفض النسبة الضريبية إلى 20% وخلق حوافز عدة لجذب الاستثمارات، الأمر الذي نجحت فيه المملكة.
اقرأ أيضًا: السعودية واليابان توقعان مذكرة تعاون في مجال التعدين والموارد المعدنية
وجذبت استثمارات أجنبية خلال العام الماضي بقيمة تخطت الـ 8 مليارات دولار، وأصدرت 145 رخصة ولديها حاليًا ما يزيد عن 558 رخصة سارية للكشف عن المعادن، و168 رخصة سارية لاستغلال المعادن والمناجم الصغيرة.
وفي شهر نوفمبر الماضي، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية، عن أن السعودية تخطط لجذب 32 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة في قطاع التعدين وإنتاج المعادن عبر 9 مشاريع مختلفة، مستفيدة من النمو المتوقع لإنتاج المعادن عالميًا بنحو 500% حتى عام 2050.
وفي وقت سابق كشفت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، أنّ عدد المجمعات التعدينية في المملكة وصل حتى نهاية عام 2022 إلى 377 مجمعًا، بمساحة إجمالية 44,365 كيلومترًا مربعًا، موزعة على 13 منطقة.
رفع مستهدفات التعدين في رؤية 2030
التقديرات السابقة لقطاع التعدين أشارت إلى أن إسهام قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي في السعودية سيبلغ 64 مليار دولار بحلول عام 2030، لكن المبادرات والاستراتيجيات المتبعة عززت هذه التقديرات.
وأعلن وزير الصناعة والثروة المعدنية، في نوفمبر الماضي، خلال فعاليات المؤتمر السعودي العربي الأفريقي الذي عقد في الرياض، عن رفع المملكة مستهدفات قطاع التعدين للإسهام في الناتج المحلي الإجمالي في رؤيتها 2030، إلى ما بين 70 إلى 80 مليار دولار.
مؤتمر التعدين الدولي
واستمرارًا لدور المملكة في تعزيز الاستثمارات الدولية والإقليمية من أجل اكتشاف مزيد من المعادن الاستراتيجية التي تساعد في جهود تحول الطاقة ودعم صناعاتها، وتبادل المعرفة والخبرات، تستضيف في يناير المقبل النسخة الثالثة من مؤتمر التعدين الدولي.
اقرأ أيضًا: مؤتمر التعدين الدولي يعقد عدة شراكات مع مؤسسات بحثية رائدة
ويعقد المؤتمر خلال الفترة من 9 إلى 11 يناير 2024م، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ووجهت دعوات لـ 95 دولة لحضور الاجتماع الوزاري الذي سيعقد في 9 يناير القادم، كما وجهت لـ 20 منظمة دولية رسمية، و30 منظمة غير حكومية و13 اتحادا للأعمال ذات العلاقة بموضوع المؤتمر على مستوى العالم.
ويشارك في جلسات المؤتمر التي تنعقد على مدار اليومين التاليين للاجتماع الوزاري 250 متحدثًا يشاركون في 75 جلسة 90% منهم يمثلون كبار الرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات التعدين والشركات ذات العلاقة بقطاع المعادن والتمويل.