توفر دراسة جديدة سويدية نظرة مختلفة على إدارة مرض السكري من النوع الأول، حيث تشير إلى أن الالتزام بنظام غذائي صارم قد لا يكون ضروريًا للسيطرة على هذا المرض.
وقد أجرى باحثون في جامعة غوتنبرغ السويدية دراسة تبين أن اتباع نظام غذائي معتدل منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يسهم في الحفاظ على مستويات متوازنة للسكر في الدم لدى مصابين بالسكري من النوع الأول.
في حالة مرض السكري من النوع الأول، الذي يتسم بإنتاج ضعيف أو عدم إنتاج الأنسولين من قبل البنكرياس، يصعب على السكر في الدم دخول الخلايا للاستفادة منه كمصدر للطاقة. وعندما يكون هناك نقص في الأنسولين، يرتفع مستوى السكر في الدم، مما يمكن أن يؤدي إلى تلف في الأعضاء.
أجرى الباحثون الدراسة على مجموعة من الأفراد الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، حيث طلب من الأولى اتباع نظام غذائي يحتوي على 50% من الطاقة من الكربوهيدرات، بينما اتبعت الثانية نظامًا غذائيًا منخفض الكربوهيدرات بنسبة 30%.
أظهرت النتائج أن الأفراد الذين اتبعوا النظام الغذائي المنخفض الكربوهيدرات كانت لديهم مستويات متوازنة للسكر في الدم لفترة أطول بمتوسط 68 دقيقة يوميًا مقارنة بالنظام الغذائي التقليدي الغني بالكربوهيدرات. في الوقت نفسه، انخفض الوقت الذي استغرقه ارتفاع مستويات السكر في الدم بمتوسط 85 دقيقة يوميًا.
وبخصوص المخاوف المتعلقة بارتفاع مستويات “الكيتونات”، فإن الدراسة أكدت أن هذه الأحماض تظل ضمن مستويات معقولة، مما يقلل من المخاوف من ارتفاعها بشكل غير طبيعي عند تقليل كمية الكربوهيدرات في نظام غذائي لمرضى السكري من النوع الأول.
تعليقًا على هذه الدراسة، أشارت صوفيا ستيرنر إيزاكسون، أخصائية التغذية والمؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى أهمية أن يكون النظام الغذائي صحيًا، مع التركيز على جودة الدهون والكربوهيدرات، وشددت على ضرورة عدم تقليل كمية الكربوهيدرات إلى مستويات منخفضة جدًا.