مع دخول العام الميلادي الجديد 2024، تتسارَع الخطى السعودية على طريق النهضة الشاملة، في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والفنية والثقافية والفكرية، تزامنا مع رؤية المملكة 2030، مع الحفاظ على التراث الوطني والحضارة من كلّ دخيل.
وتكثُر الأقاويل عن جدوى الانخراط والاحتكاك بالثقافات الغربية، في ظل وجود موروثات أخلاقية وتراثية أصيلة خاصة بالمملكة والعرب عموما.
يقول الدكتور جاسم العلوي، الأستاذ المساعد بكلية الجبيل الباحث في الفلسفة، إن “حركة العقل المفكّر والناقد في واقعنا الثقافي في السعودية، ضرورة لصُنع نموذج العقلانية المؤمنة التي تستطيع تجاوُز الأفكار المخالفة للقيم الأخلاقية والتراث السعودي والحضاري العربي، ويأتي مؤتمر الرياض الفلسفي كخطوة مهمة على هذا الطريق، حيث إن تحلّي أجيالنا القادمة بلباس العقلانية الناقدة كفيل في مواجهة مختلف الأفكار الدخيلة التي تعبُر حدودنا دون استئذان”.
ويُضيف جاسم العلوي، في حديث خاص لـ”الوئام”: “يتعيَّن علينا الانتباه بشكل متزايد إلى المأزق الأخلاقي والقيمي الذي تعيشه المجتمعات الغربية التي انتهى بها عقلها المتشيء إلى السقوط في مهاوي العدمية، يؤازره وعي بحاضرنا الذي يخلو من العقلانية الفلسفية، مصدر نهضتنا الحضارية، تلك التي طال انتظارها”.
ويُؤكّد جاسم العلوي أنّ “معركتنا الحقيقية هي في مقدار وعينا بالواقع الحداثي الغربي وخطورة عقلانيتها العلمانية على المنظومة القيمية والأخلاقية للإنسان، وأضرار ذلك على السلام العالمي وعلى البيئة الطبيعية، ووعينا الموازي بواقع أمّتنا العربية والإسلامية والتحديات الفكرية التي تُواجهنا”.