في اليوم العربي لمحو الأمية.. أبرز جهود السعودية نحو مستقبل مُضيء

في عصر يتسارع فيه التقدم التكنولوجي وتتزايد فيه أهمية المعرفة، تسلط السعودية الضوء على أهمية القضاء على الأمية كأحد الأهداف الرئيسية لتحقيق رؤية 2030، حيث تعمل المملكة على تنفيذ برامج متقدمة واستراتيجيات شاملة لضمان تزويد جميع المواطنين بالمهارات الأساسية للقراءة والكتابة، مع التركيز بشكل خاص على النساء والمجتمعات النائية.

لطالما اعتبرت الأمية تحديًا يعيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، في الماضي، كانت نسب الأمية في المملكة تمثل عائقًا كبيرًا، لكن الجهود المتواصلة على مر العقود أثمرت تقدمًا ملحوظًا.

اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي لمحو الأمية.. 1871 مدرسة للتعليم المستمر بالمملكة

وأطلقت الجامعة العربية، اليوم الأربعاء، احتفاليتها باليوم العربي لمحو الأمية، تحت شعار”لحياة كريمة.. اقرأ واكتب” الذي اعتمدته القمة العربية خلال الدورة 25 التي انعقدت في الكويت عام 2014 وذلك بإعلان العقد الحالي عقداً للقضاء على الأمية في جميع أنحاء الوطن العربي واعتماد برنامج عمل يهدف للتخلص من هذه الظاهرة خلال عشر سنوات (2015-2024).

تعكس جهود السعودية في محو الأمية التزام الدولة بتحسين مستويات التعليم وتوسيع الوصول إلى الفرص التعليمية لجميع شرائح المجتمع، حيث اتخذت خطوات متعددة لتقليل نسبة الأمية والقضاء عليها.

البرامج الوطنية لمحو الأمية

أطلقت السعودية متمثلة في وزارة التعليم مجموعة من البرامج لمحو الأمية بين الكبار، بتوفير فصول دراسية في الأحياء والقرى والمدن في جميع أنحاء المملكة، وتشمل البرامج تعليم الكبار الأساسيات الثلاث: القراءة والكتابة والحساب، إلى جانب مهارات الحياة الأساسية، وبالإضافة إلى مساعدتهم على التكيف مع التحول الرقمي.

وسعيًا لتحقيق أهداف المملكة في محو الأمية، أطلقت برامج الحي المتعلم، الذي يهتم بتنمية الأفراد الذين لم يحظوا بفرصة مواصلة تعليمهم، عبر تعليهم وتدريبهم على مهارات مهنية وحياتية وتوعوية ترفع من مستواهم ثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

هو برنامج تعليمي تدريبي يهتم بتنمية الأفراد عن طريق تعليمهم وتدريبهم على مهارات مهنية وحياتية وتوعوية ترفع من مستواهم ثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا؛ ليكونوا أعضاء فاعلين ومشاركين في التنمية، ويعد البرنامج أنموذج للتنمية المستدامة والطريق الى التعلم مدى الحياة.

الحملات الصيفية وخدمة النظام الإلكتروني الشامل

وتنظم وزارة التعليم، بمشاركة جهات من القطاع الحكومي والقطاع الخاص، حملات صيفية سنوية لتعليم كبار السن خاصة في المناطق النائية، عبر برامج تعليمية مكثفة تصل لمدة شهرين، وتستهدف المناطق التي صعب فيها تنظيم فصول منتظمة.

تقدم الحملة الصيفية برامج وأنشطة إثراءيه، أسرية واجتماعية وثقافية تخدم الدارسين والدارسات في حياتهم، بالإضافة لمساندة مهاراتهم القرائية والكتابية​، ويقوم على تعليمهم نخبة من المعلمين والمعلمات.

وإحدى النقاط البارزة في جهود محو الأمية هي التركيز على تعليم النساء، حيث يُعد تعليم النساء وتمكينهن أساسًا لبناء مجتمع معرفي قوي، وتتضمن البرامج التعليمية الموجهة للنساء دورات محو الأمية وتعليم المهارات الوظيفية.

وتقدم وزارة التعليم، خدمة النظام الإلكتروني الشامل لتعليم الكبار، عبر ربط الإدارات التعليمية المختلفة بالمملكة بالإدارة العامة للتعليم المستمر من أجل تسهيل العمليات الإدارية المعتادة مثل رفع الاحتياج والترشيحات المختلفة، وتستهدف الخدمة إدارات وأقسام تعليم الكبار في إدارات التعليم في كافة أنحاء السعودية.

اقرأ أيضًا: “التعليم” تعلن انخفاض نسبة الأمية إلى 3.7% في السعودية

وتستخدم المملكة التكنولوجيا لتعزيز برامج محو الأمية، من خلال استخدام التطبيقات الإلكترونية والمنصات التعليمية عبر الإنترنت، مما يسهل الوصول إلى المواد التعليمية ويمكن الطلاب من التعلم في بيئة مرنة.

وتعزيزًا لأهداف المملكة في محو الأمية، أطلقت قناة التعليم المستمر ضمن قنوات عين التعليمية، وهي خدمة تبث البرامج التعليمية والدروس الخاصة بالطلاب عبر قناة تعليمية تخص طلاب تعليم الكبار، وشهدت تسجيل ما يقارب 4237 درسًا من مقررات التعليم المستمر.

محو الأمية في أرقام

كشفت وزارة التعليم في بيان، عن تنفيذ 1154 برنامجًا تدريبيًا عن بُعد في مراكز الأحياء المتعلمة، مشيرة إلى أن 54103 شخصًا استفاد من هذه البرامج، من عمر الـ 15 عامًا فأكثر.

وأشارت وزارة التعليم، إلى أنها نفذت الحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية للعام 1444هـ في 5 مناطق ومحافظات، مستهدفةً محو أميات مختلفة لما يقارب 2665 من الكبار من الجنسين القاطنين في أماكن نائية، من خلال 83 مركزًا للأحياء المتعلمة.