تحرص حكومة وأجهزة المملكة العربية السعودية على تقديم التراث والموروث الوطني بكل أشكاله بلغة عصرية، كما أنها تقدّم الصورة الأصيلة المتجذّرة للعالم من خلال التقدّم والتطوّر.
واختتمت هيئة التراث بمحافظة جدة، الأربعاء، الفعالية التراثية الثالثة، ضمن حزمة الفعاليات التي تنظّمها لرفع الوعي بتراث المملكة، وذلك في واجهة روشن جدة.
تأتي الفعالية التراثية الثالثة ضمن جملة من الفعاليات التراثية والثقافية التي دأبت هيئة التراث على تنظيمها، لتسليط الضوء على التراث الثقافي الغني للمملكة.
وتشير البيانات إلى أن هناك أكثر من 1412 مبنى صُنِّف في سجلات التراث العمراني في العاصمة الرياض و2750 موقعا تراثيا و422 موقعا أثريا.
يقول عبدالله الهميلي، الباحث في الفلسفة وعضو مؤسّس في جمعية الفلسفة، إن “الإرث الحضاري لأي مجتمع من المجتمعات يشكّل ثقافة المجتمع وما لديها من عادات وتقاليد تضرب بجذورها في عمق التاريخ، والسعودية أمَّة لها إرثها وتقاليدها الحضارية، فهي وارثة لهذا العمق التاريخي للجزيرة العربية”.
ويضيف الهميلي، في حديث خاص لـ”الوئام”: “الشق الثاني، يشمل العرف الذي يتضمّن القيم والأفكار التي تميَّزت بها مجتمعات عن أخرى، وهذا العرف يعدّ من التقاليد الأصيلة لأي مجتمعٍ من المجتمعات، وهو أحد مصادر القانون مضافا إلى مصادر القانون الأخرى، كما يعتد به في المدوّنة الفقهية”.
ويتابع الهميلي: “إذا كانت الجزيرة العربية تمتلك إرثا هائلا يمتد عبر آلاف السنين من حقبة المعلقات الشعرية، حتى بزوغ فجر الإسلام، وحقبة الدولة السعودية التي تمتد لـ300 عام، بالتالي المملكة وريث وممثل راسخ لهذا الإرث وهذه التقاليد والأعراف، وبالتالي فإن ما تشهده المملكة من نهضة عظيمة في كل المجالات لا يتعارض إطلاقا مع الانطلاقة الحضارية تجاه المستقبل التي يقودها ملهم رؤية المملكة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لمواكبة المجتمعات المتقدّمة”.
ويختتم الباحث في الفلسفة: “لا أعتقد أنه يوجد عائق للتقدّم مع الإرث والقيم، فأي دولة متقدمة في العالم تعتز بموروثها وتقدّمه كما يليق بحضارتها مع التعاطي الإيجابي لكل التطورات التي تحدث في العالم، وبقدر ما يكون المجتمع السعودي متجذّرا بقدر ما يكون محلّقا نحو آفاق العالم الرحب، يقدّم الإرث الحضاري بلغة عصرية وأيضا يقف أمام العالم، كما يليق بنهضته العظيمة”.