يترقب العالم قرار محكمة العدل الدولية في الدعوى المرفوعة من دولة جنوب إفريقيا والتي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة (إبادة جماعية) حيث سيكون هذا القرار أيا كان مضمونه له تأثير كبير على سمعة إسرائيل.
إن قادة إسرائيل على مر التاريخ يخشون شبح العزلة، وبالرغم من تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال والعديد من الدول العربية إلا أن التطبيع لا يعدو أكثر من كونه إجراء سياسيًا فرضته ظروف معينة لكن لا تزال إسرائيل تشعر أنها منبوذة في المنطقة حتى من شعوب بعض الدول التي طبعت معها.
إن محورية القضية الفلسطينية في وجدان الشعوب العربية والإسلامية خلقت حاجزًا نفسيًا كبيرًا ولا يمكن لهذا الحاجز أن يزال إلا بعد حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه ومنها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا للمبادرة العربية والقرارات الأممية.
لقد حاولت إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي على فرض واقع جديد في قطاع غزة من خلال عمليات الإبادة والقتل الممنهج لإجبار الأهالي على مغادرة القطاع والهجرة قسرًا إلى خارج فلسطين وهو الأمر الذي ترفضه كافة الدول العربية وفي مقدمتها المملكة التي أكدت على هذا الرفض منذ بداية الأزمة ولا تزال حتى يومنا هذا تؤكد على ضرورة وقف الحرب وإدخال المساعدات دون قيد أو شرط.
إن الحكم المرتقب من المحكمة الدولية سيكون بمثابة جرس إنذار للدول التي تدعم إسرائيل أو تلك التي تمدها بالسلاح والعتاد دون واعز من أخلاق أو مواثيق دولية، كما أنها ستكون صرخة الضمير الإنساني الذي لم يسمع صوته بفعالية منذ بداية الحرب.