تزخر مدينة الطائف بالعديد من المعالم الطبيعية والتاريخية والثقافية التي تجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية في المملكة. ومن بين هذه المعالم، يبرز جبل قرنيت، الذي يعتبر الأشهر والأعلى في الطائف.
يقع جبل قرنيت في قلب سلسلة جبال السروات بمركز الشفا بمحافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة غرب المملكة العربية السعودية، ويمتاز بإطلالات رائعة ومناظر خلابة وتنوع بيئي وجيولوجي، يجذب الزوار والسياح من جميع أنحاء المملكة والخليج والعالم.
يعود تاريخ جبل قرنيت إلى ملايين السنين. ويعتقد البعض أن اسم الجبل مشتق من كلمة “قرن”، لأنه يشبه قرن وحيد القرن الذي ينبت من رأسه، والبعض الآخر يقول إنه مشتق من كلمة “قرنيت”، نسبة إلى الصخور الجرانيتية التي يتكون منها.
يعتبر جبل قرنيت الأشهر في الطائف لعدة أسباب، منها:
– ارتفاعه الشاهق، الذي يصل إلى 2500 متر فوق سطح البحر، مما يجعله يستقبل أولى أشعة الشمس في الصباح، ويمنحه مناظر رائعة للمدينة والأودية والجبال المحيطة به.
– هو جزء من جبال الحجاز، وثاني أعلى قمة فيها، ترتفع قمته على بعد حوالي 500 متر من محيطها، وتتكون من أحجار الجرانيت التي تيرز بين قمم الطائف الوعرة.
– تنوعه البيئي والجيولوجي، الذي يضم العديد من الصخور الرسوبية والبركانية والجرانيتية، والتي تشكل أشكالًا وألوانًا مختلفة، بالإضافة إلى الأشجار والنباتات والحيوانات التي تنمو فيه.
يمتاز جبل قرنيت عن غيره من الجبال بعدة خصائص، منها:
– شكله المميز، الذي يشبه قرنًا أو هرمًا أو مخروطًا، ويتميز بوجود صخرة عملاقة تتوج قمته.
– موقعه الاستراتيجي، الذي يقع في وسط الطائف، ويسهل الوصول إليه من جميع الاتجاهات، ويقربه من مراكز الخدمات والمنتزهات والمتاحف والمساجد والأسواق.
– نشاطه السياحي، الذي يقدم للزوار والسياح مجموعة متنوعة من الخيارات والفرص، مثل التخييم والمشي والتسلق والتزلج والتنزه والتصوير والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والتعرف على التراث والثقافة.
يمتاز جبل قرنيت بإطلالات رائعة تجعل منه مكانًا يستحق عناء المغامرة، خاصة مع ما يضمه من العديد من المناظر الجيولوجية، ومسارات المشي، وطرق المغامرات الأكثر تحديًا، التي يضيفها زوار وسياح المحافظة إلى قائمة وجهاتهم السياحية النوعية.
كذلك يمتاز الجبل بالأشجار المتكاثرة في أعلى قمته، كشجرة العرعر العتيقة، والمشاهدات المهيبة للقرى القديمة الوادعة أسفل الجبل المطلة على الأودية الباهية؛ مثل وادي الفرع، ووادي السيل المحرق، ووادي ذي غزال، ووادي الشعبة ووادي حرجل، ووادي الشري ووادي البو، ووادي تنقد، ووادي القر بني عمر، ووادي رمان وغيرها من الأودية، شديدة الخصوبة التي تتغنى فيها كثرة النباتات العطرية الزاهية، والمزارع الخضراء، التي تنتج أفضل أنواع الفواكه والخضروات، ما يجعله منطقة جذب سياحي رائعة وفريدة من نوعها، خاصة لمحبي تسلق قمم الجبال.
يمكن الصعود إلى قمة جبل قرنيت، ولكن يجب أن تكون لديك المعدات اللازمة وبعض الخبرة في اجتياز التضاريس الصعبة، فالجبل شديد الانحدار، وصعوده ليس بالمهمة السهلة. بينما يعد النزول من الجبل أصعب من التسلق بسبب شدة الانحدار هذه، بالإضافة إلى أن الصخور السائبة التي تجعل النزول مثيرًا وأكثر صعوبة.