مع استمرار القتال الضاري في السودان للشهر التاسع على التوالي تتجه الأنظار نحو المملكة لدورها الفاعل والمباشر الذي يساعد في إنهاء العمليات العسكرية ، استنادا إلى المفاوضات التي أجراها الفرقاء ضمن منبر جدة الذي استضافته المملكة.
مصداقية منبر جدة
وتؤكد عنان عبد الناصر الباحثة بمركز شاف للدراسات المستقبلية، أن منبر جدة قدم مقاربات ذات مصداقية لمعالجة الملف السوداني، وما زال الأمل معقودا عليه،- لا سيما بعد تعثر إيقاد في التوصل لشيء ملموس بشأن الحرب الدائرة في السودان- حيث حمل طرفا الصراع على اتفاقات عديدة لوقف إطلاق نار مؤقت في البلاد أكثر من مرة، كما أن الأطراف التي شاركت فيه كانت أكثر جدية وقوية وتحسب لها حسابات دولية.
وأضافت “عبد الناصر” في تصريحات خاصة ل”الوئام”، أن عودة منبر جدة أصبح مسألة وقت لا أكثر، فهو يعد من النوافذ الدبلوماسية المفتوحة أمام السودانيين للتفاوض من جديد، خاصة أنه لا يوجد أي مواقف متحفظة بشكل كبير من قبل الأطراف المعنية عليه.
وكشفت الباحثة السياسية، عن أن احتمالات عودة الفرقاء السودانيين للتفاوض في جدة أصبح أقرب من أي وقت مضى، خاصة بعد تعثر لقاء عبد الفتاح البرهان وحميدتي وقرار الخارجية السودانية تجميد التعامل مع منظمة إيقاد بعد دعوتها لقائد الدعم السريع لحضور القمة الطارئة المنعقدة بالعاصمة الأوغندية كمبالا 18 يناير الجاري في سابقة خطيرة في تاريخ إيقاد والمنظمات الإقليمية والدولية، الأمر الذي اعتبره السودان انتهاكا لسيادته، فضلا عن كونه مخالفة جسيمة لمواثيق إيقاد، والقواعد التي تحكم عمل المنظمات الدولية والإقليمية.
الخيار الجاهز
وأوضحت “عبد الناصر”، أن المسار القادم هو الجلوس على طاولة مفاوضات جدة؛ باعتبارها بمثابة الخيار الجاهز لتلك المهمة خلال الوقت الراهن بعد إخفاق كافة الوساطات والمبادرات؛ لمحاولة وقف نزيف الحرب ووضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة، وذلك يتطلب رغبة حقيقية من قبل الطرفين للوفاء بالالتزامات التي تعهدا بها في مدينة جدة لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتجديد التزامهما بالحوار على أعلى المستويات لطي صفحة هذا النزاع إلى الأبد.