الوئام – خاص
تعدّ الفلسفة جزءا أساسيا للتنمية الذاتية والشاملة في كل المجالات، إذ تسير بالتزامن مع التنميات الأخرى بكل ميادين العمل في السعودية، لكن هل يمكن أن تكون شريكا أساسيا ضمن رؤية المملكة 2030؟
يقول عبدالله الهميلي، الباحث في الفلسفة وعضو مؤسّس في جمعية الفلسفة، إن “وجود الفلسفة في السعودية هو أحد آثار رؤية المملكة 2030 وما بعدها، كما أن الشراكة بين الفلسفة ومثيلاتها من الأنشطة الثقافية والأدبية ضمن الرؤية أيضا، لكن هل يمكن للسؤال الفلسفي أن يغيّر في بنية التفكير عند الإنسان وطريقته؟ هذا يحدث إذا نظرنا للجانب العملي من الفلسفة، الفلسفة وغيرها من الحقول في العلوم الإنسانية تقوم بأدوار مختلفة من خلال الشراكات المتعددة مع أنشطة وزارة الثقافة عبر الحقائب المختلفة والمبادرات التي تقدّمها هيئة الأدب والنشر والترجمة وفكرة الشريك الأدبي عبر المقهى”.
ويضيف عبدالله الهميلي، في حديث خاص لـ”الوئام”: “الشاهد لأحوال الفلسفة الراهن أنها باتت مرتبطةً بالعلوم الدقيقة والتقنية، كما أنها باتت أكثر تناغما مع الواقع المعاش، وربما يحتاج عصرنا الحالي إلى بناء أنساق فلسفية جديدة توائم حالتنا الراهنة بعد تشظّي المركزيات والثنائيات، وكذلك تحتاج العلوم الدقيقة من داخلها إلى فلاسفة محترفين”.
ويوضّح الباحث في الفلسفة أن “الفلسفة باتت تحتاج إلى علماء محترفين، وطابع الفلسفة أنها لا تأتي إلا متأخّرة كما يحدث مع بومة مينيرفا هيجل، بالتالي لا يمكن أن تكون هناك غاية لحظية وآنية للفلسفة؛ فهي ليست كالعلوم المختلفة، وتطوّرها أيضا بطيء، كما أن وجود رؤية المملكة 2030 وما بعدها كفيل بتحقّق الحدث الفلسفي السعودي وتطوّره؛ فهي صيرورة من صيرورات المجتمع ومقدار تقدّمه، وتكون فاعلة إذا ارتبطت أكثر بالعلم والتقنية وأحدث إنجازات العالم المعاصر، باختصار الفلسفة في السعودية ثمرة من ثمرات رؤية 2030 وما بعدها”.