الوئام – خاص
تتواصل جهود السعودية لإنجاز سلام تاريخي في المنطقة العربية، عبر العمل على إعادة الهدوء للشرق الأوسط وإنهاء الحروب والنزاعات التي اشتعلت مؤخرًا داخل العديد من البلدان وبخاصة داخل غزة.
خلق توازن في المنطقة
وقال مبارك آل عاتي المحلل السياسي السعودي، إن السعودية نجحت في خلق توازن بالمنطقة عبر العديد من المسارات، حيث إن المسار الأول تمثل في تصفير الخلافات في المنطقة بينها وبين الدول الشقيقة والصديقة بل إنها سعت أيضًا لتصفير الخلافات بين الدول ذاتها تحقيقًا لأمن الدائرة الأولى لها والدول المحيطة بها ولذلك رأينا أن الدبلوماسية السعودية نشطت في التواصل مع كل الدول الشقيقة المحيطة بالمملكة وقامت السعودية بمجالس التنسيق السعودية مع الدول الأخرى المشتركة وهذا نهج تخطته المملكة لبحث كل مجريات الأحداث بينها وبين الدول المحيطة بها وإنشاء أيضاً مسارات استثمار بينها وبين هذه الدول.
وأضاف “آل عاتي”، في تصريحات خاصة لـ”الوئام” أن الدبلوماسية السعودية نشطت على دورها المحوري في العالم الإسلامي من خلال منظمة التعاون الإسلامي والقمة العربية والإسلامية الاستثنائية التي عقدت لأجل غزة وفي حقيقة الأمر عقدت أيضا لأجل إعادة توحيد الصف العربي والصف الإسلامي وترسيخ قيادة المملكة للعالمين العربي والإسلامي بتنسيقها مع الدول الشقيقة والصديقة.
المسار الاقتصادي
وشدد المحلل السياسي السعودي، على أن المملكة أيضًا انتهجت المسار الاقتصادي من خلال السعى لأن تكون ذات دور مؤثر اقتصاديا في المجتمع الدولي سواء في السيطرة على سوق الطاقة بكل أنواعها أو عبر تبادل المنافع عبر صندوق الاستثمار السعودي مع الدول الكبرى ودعوتها للدول الأخرى للاستثمار داخل المملكة.
ونوه “آل عاتي”، إلى أن المملكة سعت لمعالجة الصراعات المتفجرة في المنطقة عبر الدعوة لوقف إطلاق النار مع السعي للجلوس على طاولة المفاوضات لكي تكون المفاوضات السبيل الوحيد لحل كل الخلافات لذلك رأينا أن السعودية نجحت في احتواء الموقف في اليمن ونجحت عبر جهودها ومع الأمم المتحدة في خلق مشروع السلام في اليمن والذي ينتظر التوقيع عليه قريبًا كما بادرت بحل خلافاتها مع كل الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمتها إيران التي تحولت لدولة صديقة وكان للسعودية دور نشط حول الخلاف الذي نشأ بين إيران وباكستان ويضاف إلى ذلك أنها استثمرت علاقاتها المتينة والتاريخية مع القوى الكبرى سواء واشنطن أو موسكو أو بكين لخلق نفوذ سعودي خليجي ومن ثم نفوذ عربي عبر تقديم العرب من جديد لهذه القوى بأنهم يريدون السلام وتبادل المنافع.
وساطة دولية
وأكد “آل عاتي”، أن المسار الرابع يتمثل في أنها خلقت لنفسها حالة من الوساطة المقبولة في النزاعات الدولية ولذلك رأينا أن السعودية كانت الدولة الأولى المرحب بها كوسيط في النزاع بين أوكرانيا وروسيا ونجحت في كثير من مراحل الصراع هناك بالإفراج عن عدد من الأسرى وتقريب وجهات النظر وعقد مؤتمر لأجل أوكرانيا شارك فيه عدد من رؤساء الاستخبارات ومستشاري الأمن الدوليين.
وأوضح المحلل السياسي، أن المسار الخامس هو أن السعودية باتت تؤمن بأن المنظمات والتكتلات الاقتصادية جديرة بخلق حالة من التقارب السياسي والاقتصادي ولذلك رأينا أنها رحبت بالدعوة التي وجهت إلي منظمة بريكس والمنظمات التي تقوم المملكة فيها بدور مهم.
إنهاء الاحتلال وخيار السلام
ويرى “آل عاتي”، أن المملكة تؤمن إيمانًا راسخًا بأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي كفيل بنزع فتيل التوترات في المنطقة وخلق حالة من الوئام بأن تمد الدول العربية يدها للسلام مع كل القوى الإقليمية والدولية وهي تؤمن أيضًا بأن حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو الكفيل بحل معظم خلافات المنطقة والتوترات التي اندلعت في كثير من المناطق المحيطة بنا لذلك تؤكد المملكة دائماً على أن خيار السلام في المنطقة يحب أن يعم وأن حل الدولتين هو الحل الأمثل والأنجح وأن أحداث السابع من أكتوبر أثبت بالفعل جدارة وجدوى الطرح السعودي المتمثل في حل الدولتين وأن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية كفيل بإنهاء كل الخلافات وكفيل بتمهيد التواصل والتقارب بين كل دول إقليم الشرق الأوسط.