منذ ظهورها في السوق في 2002، انتشرت السجائر الإلكترونية بشكل ملحوظ بين المدخنين وغير المدخنين، خاصة بين الشباب والنساء، نظرًا لاعتبارها بديلًا أقل ضررًا عن السجائر التقليدية أو وسيلة للإقلاع عن التدخين. ومع تزايد انتشارها، يثار التساؤل حول مدى صحتها وتأثيرها الاجتماعي والبيئي.
في السنوات الأخيرة، شهد استخدام السجائر الإلكترونية ارتفاعًا ملحوظًا حول العالم، خاصة بين الشباب والنساء.
ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2021، يقدر عدد مستخدمي السجائر الإلكترونية عالميًا بنحو 68 مليون شخص، ويستخدم نحو 15% من الشباب بين 13 و15 عامًا هذه المنتجات.
وفي السعودية، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية حول استخدام السجائر الإلكترونية، إلا أن بعض المصادر تشير إلى زيادة شعبيتها بين الشباب والنساء، مما يثير قلقًا حول تأثيرها على الصحة العامة.
يعتبر بعض الأفراد أن السجائر الإلكترونية أقل ضررًا من السجائر التقليدية أو تساعد في الإقلاع عن التدخين. ومع ذلك، تظهر الأدلة العلمية أن هذه المعتقدات لا تستند إلى أدلة قوية وقد تكون نتيجة لدعاية مضللة من قبل شركات السجائر الإلكترونية.
ولكن في يناير 2018، أصدرت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب تقريرًا استعرض أكثر من 800 دراسة مختلفة. حيث كشف عن المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية، وأوضح أنها تحتوي على مواد سامة وتشكل خطرًا على الصحة.
وقد أظهرت الأدلة أن الشباب الذين يستخدمون هذه السجائر عرضة لزيادة خطر الإصابة بمشاكل تنفسية وتفاقم الربو.
الدراسة أجرتها جامعة نورث كارولينا، وأكدت أن المواد الأساسية في السجائر الإلكترونية، مثل البروبيلين غليكول والجلسرين النباتي، تظهر سمية للخلايا، وأظهرت أن زيادة عدد المكونات تزيد من السمية.
وأكد كل من الجراح العام الأمريكي والأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب على مخاطر استنشاق انبعاثات السجائر الإلكترونية، التي تتكون عندما يزفر المستخدم الكوكتيل الكيميائي الناتج عنها.
وفي عام 2016، أكد الجراح العام أن هذه الانبعاثات تحتوي على مواد خطرة مثل النيكوتين، ومركبات مثل ثنائي الأسيتيل المرتبطة بأمراض الرئة، والمواد العضوية المتطايرة والمعادن الثقيلة.
وتشدد إدارة الغذاء والدواء على أنها لم تجد أي سجائر إلكترونية آمنة وفعالة في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وتشجع المدخنين الراغبين في الإقلاع على الاتصال بالرقم 1-800-QUIT NOW أو التحدث مع طبيبهم لاستكشاف طرق مجربة وعلاجات معتمدة للإقلاع عن التدخين.
السجائر الإلكترونية تسبب تأثيرات خطيرة على صحة الرئة، حيث يحتوي البخار على نيكوتين ومواد كيميائية قد تؤدي إلى التهابات وتلف في الرئة، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة وسرطان الرئة.
النيكوتين يؤثر على ضغط الدم ونبضات القلب، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ما يجعل السجائر الإلكترونية عاملًا مضرًا لصحة القلب.
النيكوتين يؤثر على الأعصاب والمواد الكيميائية في الدماغ، ويزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والإدمان، مما يؤثر على هيكل ووظيفة الدماغ.
البخار يحتوي على مواد كيميائية وميكروبات تؤثر على الجهاز المناعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات وحساسية في الجهاز التنفسي والفم والحلق والأذن والعين.