الوئام- خاص
مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الشهر الرابع، وسقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى وتدمير أراضي فلسطين وتهجير أهلها قسرا، اتهمت جنوب إفريقيا، إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، معتبرةً أنّ الهجوم الذي شنّته حركة حماس في الـ7 من أكتوبر الماضي لا يمكن أن يبرّر ما ترتكبه في غزة.
وحثَّت جنوب إفريقيا منتصف الشهر الجاري، قضاة “العدل الدولية” على إصدار أمر عاجل لإسرائيل بتعليق فوري لعملياتها العسكرية في القطاع، لكن ما مدى إلزامية قرارات محكمة العدل الدولية للدول؟
يقول الباحث في الشؤون الدولية عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أحمد العناني، إن “موقف جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي يثبت إدانة كاملة للممارسات الإسرائيلية في فلسطين، كما تثبت الـ84 ورقة المقدّمة من جنوب إفريقيا إدانة للممارسات العرقية والإثنية للإسرائيليين، وفي المقابل تحاول تل أبيب الدفاع عن نفسها وتجميل صورتها ومهاجمة الطرف الجنوب إفريقي دوليا وإعلاميا”.
ويضيف أحمد العناني، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “محكمة العدل الدولية يبدو أنها ستذهب إلى قرار بوقف إطلاق النار، وإن كان قرارا غير ملزم ولا تملك أدوات التنفيذ، وفي حالة عدم تنفيذ قراراتها قد تلجأ إلى مجلس الأمن الدولي، وتبقى القرارات الملزمة الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ولها حق التوقيف للأشخاص والمسؤولين المتورطين في قضايا جرائم الحرب والإبادة والجريمة الدولية المنظمة، فضلا عن أن قرارات محكمة العدل الدولية وإن كانت للتوصية وغير ملزمة؛ تبقى دليلا دامغا دوليا وإعلاميا وصوت حق للتاريخ صدح بالحق لأجل حق الفلسطينيين ودمائهم ومقدراتهم التي أهدرتها إسرائيل”.
ويوضّح الباحث في الشؤون الدولية، في حديثه، أن “قرارات محكمة العدل الدولية غير ملزمة، لكنها تثبت أن إسرائيل كيان سرطاني استيطاني ودموي، كما يثبت كونها تمارس نظام التهجير القسري والفصل العنصري ضد المدنيين في قطاع غزة، كما يثبُت أن حكومة تل أبيب متطرّفة”.