في مثل هذا اليوم قبل 4 سنوات، أعلنت وزارة التعليم رسمياً تعليق الدراسة في المملكة بسبب فيروس كورونا.
قرار تعليق الدراسة جاء استجابة للإجراءات الوقائية والاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية المختصة في المملكة، ويعكس الجهود الحكومية الحثيثة للسيطرة على فيروس كورونا الجديد (COVID19) ومنع انتشاره.
ظهرت أول حالة إصابة بجائحة فيروس كورونا في السعودية في 2 مارس 2020. وحتى 25 يناير 2024، سُجّل في المملكة 841,469 حالة مؤكدة، منها 3,900 حالة نشطة، و827,923 حالة تعافي، و9,646 حالة وفاة.
انتشرت حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء المملكة، ولكن هناك بعض المناطق التي شهدت ارتفاعًا في الحالات، مثل الرياض، وجدة، ومكة المكرمة.
وفي كتاب الوقوف على أطراف الأصابع 2021، وثق الدكتور توفيق الربيعة، وزير الصحة السعودي السابق ووزير الحج والعمرة الحالي قصة جائحة فيروس كورونا في المملكة العربية السعودية من بداية انتشار الفيروس إلى تجاوز المملكة للجائحة.
ويتألف الكتاب من 16 فصلاً في 182 صفحةً من الحجم العادي، ويبدأ الوزير الربيعة كتابه بعد المقدمة بفصل عنونه بـ”بحر هادئ”، حيث يتناول الهدوء الذي سبق أزمة الجائحة على وزراته، ويشير إلى ما وصفه بـ”منة الله علي، بعد أن مرّت علي ثلاث سنوات ونصف في أصعب وزارة ولم يأت حدث أو أي أمر صعب يكدر صفو الماء وعذوبته”.
يتناول الكتاب مجموعة من الموضوعات، منها بداية انتشار فيروس كورونا في العالم والمملكة العربية السعودية، والجهود التي بذلتها المملكة للتصدي للجائحة، بما في ذلك الإجراءات الاحترازية واللقاحات، والتحديات التي واجهتها المملكة خلال الجائحة، الدروس المستفادة من الجائحة.
ويصف الربيعة في الفصل الثاني (أصوات على بعد آلاف الأميال)، مشهد العالم عندما بدأ الفايروس في الانتشار في ووهان في الصين، حيث يشير إلى اجتماع في وزارته في أواخر عام 2019، عندما سمع للمرة الأولى عن الفايروس، ويقول إن الحديث عن الفايروس بدأ في التزايد، ويكشف الربيعة في الفصل الثالث (الأيام الهادئة ليست للراحة)، كيف ساهمت التحركات الحكومية المبكرة لإنشاء المركز الوطني للأزمات والكوارث ومركز القيادة والتحكم في مساعدة السعودية خلال الأزمة.
فيما يعطي صورة بانورامية للمشهد في البلاد عند اقتراب الفيروس من المملكة في فصله الرابع (على ضفاف الخليج)، بعد أن سجلت الإمارات العربية المتحدة أول حالة في 29 يناير 2020، وبعدها وصل إلى البحرين في 23 فبراير 2020، وأعلنت البحرين الاشتباه بإصابة 10 سعوديين بالفايروس، وأظهرت النتائج إصابة 8 مواطنين.
ويتناول الربيعة في الفصل الخامس توالد اللجان الحكومية منذ تسجيل الفايروس في الصين، بدءاً من اللجنة الرئيسية التي كانت باجتماعات يومية، وانبثقت منها لجان فرعية.
ويتناول في فصله السادس (وطهر بيتي للطائفين) ما يصفه الربيعة بالحدث “الذي لا يشبه ما قبله، ومن أهم الأحداث”، وهو إيقاف العمرة، ويشير إلى قرار العاهل السعودي بضرورة أن “لا تقف الصلاة نهائياً بالحرمين”، واستثناء العاملين فيهما “حتى لا يسجل التاريخ أن الحرمين أغلقا نهائياً”.
وفي فصله السابع (مدارس في البيوت)، يكشف الربيعة عن دور مستشار الأمن الوطني السعودي، مساعد العيبان، في اقتراح إيقاف التعليم الحضوري في المدارس لمنع تفشي الجائحة، ما دفع اللجنة العليا لتطرح الأمر على وزارة التعليم، ليتحول النظام التعليمي برمته في السعودية عن بعد.
وتناولت المذكرات كواليس توصية اللجنة العليا بمنع الصلاة في المساجد في فصله الثامن (صلوا في بيوتكم).
وكتب الدكتور الربيعة الكتاب بأسلوب سلس ومبسط، وقدم للقارئ صورة شاملة عن جائحة فيروس كورونا في المملكة العربية السعودية، وركز الكتاب على الجانب الإنساني للجائحة، وروى قصصًا عن المرضى والأطباء والعاملين في مجال الصحة الذين قدموا تضحيات كبيرة في سبيل التصدي للجائحة.
لاقى الكتاب استحسانًا من القراء والنقاد، واعتبر بأنه وثيقة مهمة تسجل تجربة المملكة العربية السعودية في مواجهة جائحة فيروس كورونا.
يتناول الربيعة في فصله التاسع، كواليس عودة المواطنين السعوديين في الخارج إلى بلادهم، بعد أن تكفلت الحكومة بعودتهم من جميع أنحاء العالم، ودور اللجنة الفرعية (لجنة المحاجر) في توفير المحاجر التي سيأوي لها المواطنون للتأكد من حالتهم الصحية فور وصولهم، وقبلهم استئجار وزارة الخارجية السعودية الفنادق في دول العالم لإيواء مواطنيها.
ويسلط الربيعة الضوء في مذكراته على تسجيل أول حالة داخل البلاد في فصل “أول حالة وحديث عن القطيف”، وكواليس الإعلان عنها، الذي أكد فيها أنه تمت بسرعة وبوضوح، وتناول كيفية تهيئة المستشفيات والفنادق خلال تعامل الحكومة مع الجائحة، وسرعة حصول السعودية على اللقاح ضمن أوائل الدول ودور ولي العهد السعودي المحوري في “الخروج من عنق الأزمة”، عبر هندسة خارطة الطريق واتخاذ القرارات الجرئية والدعم والتوجيه المستمر.