تتّجه المملكة بكل قوة في سباق مع الزمن لتحقيق طفرة شاملة في كل مجالات العمل والاقتصاد، ولا شك أنّ الشباب والطلاب والدارسين هم عماد النجاح ويد الدولة في التحوّل نحو غدٍ أفضل لكل السعوديين بحسن التدريب والتأهيل لبيئة العمل.
يقول الدكتور سعيد عبدالغني مقلية، الخبير التربوي والمستشار ومدرّب التنمية البشرية: “تشهد العديد من بيئات العمل حاليا مرحلة استثنائية، حيث يوجد 4 أجيال في نفس الوقت داخل بيئة العمل، ويخلق هذا منحة وربما محنة على حسب التعامل مع هذه الحقيقة”.
ويضيف سعيد مقلية، في حديث خاص لـ”الوئام”: “لا يستطيع أي جيل من الأربعة النجاح دون حُسن التواصل والتعامل والتعلّم من الأجيال الأخرى، فنجد في الأجيال الشابة الفرصة لتعلّم سرعة الإنجاز وتطويع التقنية، وقد يستفيد من ذلك الأجيال التي سبقتهم، ومن الجانب الآخر، يجد الشباب في الأجيال السابقة الموجِّه أو ما يسمى بالكوتش الذي قد يساعدهم في تحويل دراستهم العلمية لخبرات عملية، تحقّق نتائج سريعة ومستدامة اقتصاديا”.
ويوضّح خبير التنمية البشرية: “مع النقاط سالفة الذكر، تكون بيئة العمل داعمة محفّزة إلى حد كبير، ولتحقيق ذلك يجب على جميع أصحاب المسؤوليات، من إدارة الموارد البشرية والقيادات العليا، العمل على توفير البيئة المناسبة لذلك، من نقل الخبرات والتسريع في انخراط الشباب وتوجيه طاقاتهم لتحقيق أهداف المؤسسات بشكل مؤثّر”.
ويشدّد مقلية، في ختام حديثه، على أنه “يجب الإشارة إلى بعض المبادرات المتميّزة التي تساعد على ذلك؛ مثل دعم مشروعات التدريب التعاوني التي قد تساعد الشباب، وتأهيل طلاب الجامعات وتدريبهم داخل بيئة العمل، مما يتيح لهم الربط بين دراستهم العلمية وما ينتظرهم من خبرات عملية، وأيضا تستفيد الشركات من وجود المتدربين بحماسهم وقدرتهم على إثراء تجربة الأجيال الأخرى”.