تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من دخول عامها الثالث، وسط تلاشي الآمال عن التوصّل لصيغة سلام بين موسكو وكييف، بجانب توالي التحرّكات الغربية نحو إمداد أوكرانيا بالسلاح والعتاد.
ومع استمرار القتال واحتدامه، أعلنت روسيا مع بداية العام الجاري البدء في الإنتاج المتسلسل لقنبلة انزلاقية جديدة خاصّة بها من طراز “دريل”، بعدما علّقت مشاركتها في معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية “نيو ستارت” خلال 2023، متهمةً الولايات المتحدة بعدم الالتزام بها.
في السّياق، يرى يسري عبيد، الباحث في العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية، أن “الجانب الروسي يُدرك جيّدا أنه بصدد فصل جديد من الصراع الملتهب ضد أوكرانيا ومن خلفه الإمدادات الغربية والخطط الأمريكية في العام 2024، لا سيما بعد أن خصّصت واشنطن نحو 38 مليار دولار لتحديث مؤسساتها النووية، خاصة قنابل “بي-61″ التكتيكية خلال 2023”.
ويقول الباحث في العلاقات الدولية، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن “الجيش الروسي سيتّجه بكلّ قوة نحو اقتناء أسلحة متطوّرة وإنتاج أكبر قدر من الأسلحة الذكية والصواريخ والطائرات المقاتلة والمسيّرات، ومِن ضمن الأسلحة القنابل العنقودية من نوع “دريل”، وعلى الأرجح سيكون استخدام موسكو تلك القنابل نوعا من الرد على تزويد الغرب أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، يصل مداها لأكثر من 500 كيلومتر، وقادرة على تهديد أمن المدن الروسية والأهداف الاستراتيجية”.
ويُضيف عبيد أن هناك عوامل تعزّز من فرص استخدام روسيا قنابل “دريل” العنقودية خلال العام الجاري، ومنها:
– تعزيز قوة الردع سيكون شغل الروس الشاغل في قادم الأيام، بعدما أصبحت الحرب “تحصيل حاصل” مع فشل الهجوم الأوكراني المضاد.
– إعلان بريطانيا زيادة الدعم لأوكرانيا في 2024 إلى 2.5 مليار جنيه إسترليني (3.19 مليار دولار)، بزيادة قدرها 200 مليون جنيه إسترليني عن العامين السابقين (للمسيّرات والأسلحة بعيدة المدى).
– إدراك روسيا أن الحرب ضد الغرب ستحدّد مستقبل الدولة وخططها الاستراتيجية القادمة ومصالحها عالميا.
وتُعد قنابل “دريل” مِن أحدث الأسلحة الروسية، فهي قادرة على التحليق بشكل ذاتي باستخدام مسار طيران منزلق، ومصمّمة على تدمير المركبات المدرعة ومحطات الرادار الأرضية ومراكز التحكّم في محطات الطاقة وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات؛ ومِن المقرر إنتاج الدفعة الأولى من تلك القنابل الجوية منتصف العام الجاري.