كنت سأعنون هذه المقالة بالمثل العربي المشهور: ما هكذا تورد الإبل يا مانشيني! لكني تراجعت عندما أيقنت أن المترجم الخاص بالمنتخب لن يستطيع أن يترجم المثل لك بمعناه العربي الأصيل! سينقله لك كلمة بكلمة، ما سيُففده لمعته البلاغية!
ما هكذا تؤكل البيتزا يا مانشيني! هكذا أفضل، البيتزا تؤكل باليد يا مانشيني لا بالسكين والشوكة مثلما تفعل الآن!
جئت المنتخب قبل أشهر، واطلقت انطباعاً متعجلاً يشكك في قدرات اللاعبين السعوديين. قلت بأنك تفاجأت بمستوى لاعبي المنتخب المتدني، وكأنك تتبرأ منذ البداية من نتائج المنتخب المستقبلية.
ثم اخترت لاعبين يمثلون احتياط الاحتياط في أنديتهم.
وقبل ليلة واحدة فقط من انطلاق البطولة، قلبت الرأي العام الرياضي في المملكة، واستبعدت عددا من اللاعبين المهمين جداً بحجة أنهم غير سعيدين في المنتخب. عبثت في طمأنينة الجمهور، وبثثت الشك والأحباط في غرفة الملابس، ثم ختمت رابعة الكوارث بالإعلان أن منتخبك ليس مؤهلاً للفوز بكأس آسيا.
أبعدت فراس البريكان وسلطان الغنام وسلمان الفرج، ولم تختر سميحان النابت وسامي خيبري ومتعب الحربي وغيرهم الكثير من نجوم الدوري ورضيت بوجود أشباه لاعبين لمجرد أنك وجدتهم يتصدرون الأوراق قبل مجيئك!
جئت قبل أشهر من أيطاليا متعالياً رافعاً رأسك، وخرجت من الملعب هذه الليلة قبل نهاية المباراة متعالياً مطأطأ الرأس.
جئت وكأنك تتكرم على فريق بلا تاريخ، وخرجت الليلة من الباب الصغير للتاريخ.
عُد مانشيني إلى أكل البيتزا بيدك، ودع عنك المنتخب السعودي، فقد كان بطلاً لآسيا ثلاث مرات، وسيعود بطلاً بمدرب يعرف قدراته ويحترم تاريخه.