اكتشف العلماء مصدرًا غذائيًا بديلًا غير متوقع يمكن أن يحمي الكثير من الأرواح في أعقاب حرب نووية كارثية، وهو عشب البحر.
وتشير التقديرات إلى أن الحرب النووية يمكن أن تتسبب في شتاء نووي عميق، حيث قد يتم إطلاق ما يصل إلى 165 مليون طن من السخام في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل حاد وتقليل إنتاج السعرات الحرارية بنسبة تصل إلى 90%.
ومع ذلك، في دراسة حديثة، اكتشف العلماء أنه يمكن حصاد عشب البحر في خلال تسعة إلى 14 شهرًا من الحرب النووية، والذي ينمو على الحبال في خليج المكسيك وعبر السواحل الشرقية، وهو يساهم في توفير غذاء لحوالي 1.2 مليار شخص.
ومن المتوقع أن تلعب مزارع عشب البحر دورًا حاسمًا في تعويض 15% من الأغذية التي يتناولها البشر حاليًا، وستوفر أيضًا 50% من إنتاج الوقود الحيوي و10% من علف الحيوانات، وفق موقع “لايف ساينس“.
وفي حالات الحروب النووية، حيث يكون التأثير على الزراعة هو الأكثر إيلامًا، يمكن لشتاء النووي أن يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة وتشويش ضوء الشمس، مما يؤدي إلى موت المحاصيل واندلاع مجاعة عالمية. وفي هذا السيناريو، يظهر نموذج العلماء أن عشب البحر لا يفقد فقط قدرته على البقاء على قيد الحياة، بل يزدهر ويتسع مع انخفاض درجات الحرارة، مما يسهم في تحسين البيئة البحرية.
ويرى الباحثون أن استخدام عشب البحر المزروع يمكن أن يكون حلًا غير مباشر للإنسان، حيث يُستخدم في إطعام الحيوانات وإنتاج الوقود الحيوي، مما يفسح المجال للأراضي الصالحة للزراعة لزراعة محاصيل أخرى. وهذا قد يساعد البشر على التكيف مع ظروف شتاء النووي، حتى يبدأ المناخ في التعافي بعد عقود.
على الجانب الآخر، يُشير العلماء إلى أن اليود الموجود في عشب البحر يمكن أن يكون سامًا بكميات كبيرة للإنسان، لكن استخدامات عشب البحر المزروعة ستكون غير مباشرة بشكل رئيسي. يظهر الدراسة أيضًا أهمية عشب البحر كمورد غذائي بديل بعد حوادث كارثية أخرى، مثل تأثيرات الكويكبات الكبيرة أو الانفجارات البركانية العنيفة.