ماذا حدث مع مارك زوكربيرج أمام مجلس الشيوخ الأمريكي؟

تعرض الرئيس التنفيذي لشركة Meta مارك زوكربيرج وأربعة قادة آخرين لشركات التواصل الاجتماعي لانتقادات واسعة من مشرعين في جلسة استماع بالكونجرس، يوم الأربعاء، لعدم قيامهم بما يكفي لحماية الأطفال عبر الإنترنت، وفق ما نقله موقع “سي بي إس نيوز“.

افتتحت جلسة اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ بمقاطع فيديو لأشخاص يصفون تعرضهم للاستغلال الجنسي على Facebook وInstagram وX، حيث أخبر السناتور ليندسي جراهام مؤسس “ميتا” بأن “يديه ملطختان بالدماء”.

لديك منتج يقتل الناس

وقال غراهام، وهو جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية: “لديك منتج يقتل الناس”، مما أثار تصفيقا وهتافات من العديد من الذين حضروا جلسة الاستماع المزدحمة.

كما انتقد رئيس اللجنة، الديمقراطي من إلينوي ديك دوربين، منصات التواصل الاجتماعي لفشلها في حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت.

وقال في بيانه الافتتاحي: “لقد تم استخدام Discord لتهيئة الأطفال واختطافهم وإساءة معاملتهم. ساعد Instagram الخاص بـ Meta في التواصل والترويج لشبكة من المتحرشين بالأطفال. لقد تم استمالة رسائل Snapchat المختفية من قبل المجرمين الذين يبتزون الضحايا الصغار ماليًا”.

وبدءًا من جيسون سيترون من Discord، روج جميع الرؤساء التنفيذيين لإجراءات سلامة الأطفال وتعهدوا بالعمل مع المشرعين وأولياء الأمور والمنظمات غير الربحية وإنفاذ القانون لحماية القصر. وقالت Meta إنها أنفقت 5 مليارات دولار على السلامة والأمن في عام 2023 وحده، بينما قالت TikTok إنها تخطط لإنفاق ملياري دولار في عام 2024 على هذه القضية.

وعندما تحداه الجمهوري من ولاية ميسوري جوش هاولي للاعتذار للضحايا في الغرفة، وقف زوكربيرج واستدار، وأخبر الجالسين خلفه أن تجربتهم هي جزء من سبب استثمار ميتا كثيرًا “للتأكد من عدم اضطرار أي شخص إلى المرور بأنواع الأشياء التي عانت منها عائلاتهم”. بينما رفض زوكربيرج الالتزام باقتراح هاولي بإنشاء صندوق لتعويض الضحايا.

وأنكر مؤسس Meta مرارًا وجود صلة بين Facebook والصحة العقلية للمراهقين، قائلًا: “من المهم النظر إلى العلم، والجزء الأكبر لا يدعم هذا الربط”. وفي وقت لاحق، في حديثه عن نفس الموضوع، قال زوكربيرج: “هذا لا يعني أن الأفراد ليس لديهم مشاكل”.

وصرح الرئيس التنفيذي لـ”تيك توك” Shou Zi Chew، بأن شركته تجتهد في فرض سياستها المتمثلة في حظر الأطفال دون سن 13 عامًا من استخدام تطبيقها. وقالت ليندا ياكارينو، الرئيس التنفيذي لشركة X (المعروفة سابقا باسم Twitter)، بأن شركتها لا تلبي احتياجات القصر.

سناب ودورها في إدمان الفنتانيل

واعتذر إيفان شبيجل، الرئيس التنفيذي لشركة Snap، للآباء الذين تناول أطفالهم جرعة زائدة من الفنتانيل بعد شراء المخدرات على Snapshot. وقال شبيغل: “أنا آسف جدًا لأننا لم نتمكن من منع هذه المآسي”، مضيفًا أن Snap يحظر مصطلحات البحث المرتبطة بالمخدرات ويعمل مع سلطات إنفاذ القانون.

ويقول المدافعون عن صحة الطفل إن شركات وسائل التواصل الاجتماعي فشلت في حماية القاصرين.

وقال زمعان قريشي الرئيس المشارك لـ Design It For Us، وهو تحالف يقوده الشباب يدعو إلى وسائل إعلام اجتماعية أكثر أمانًا: “عندما تواجه قرارات مهمة حقا تتعلق بالسلامة والخصوصية، لا ينبغي أن تكون الإيرادات في المحصلة النهائية هي العامل الأول الذي تفكر فيه هذه الشركات.. لقد أتيحت لهذه الشركات فرص للقيام بذلك قبل أن تفشل في القيام بذلك. لذلك يجب أن يتدخل التنظيم المستقل”.

اتهام بالتعاطف مع الصين

وتتم مقاضاة Meta من قبل عشرات الولايات التي تقول إنها تتعمد تصميم ميزات على Instagram وFacebook تدمن الأطفال على منصاتها، وإنها فشلت في حماية هؤلاء الأطفال من المحتالين عبر الإنترنت.

وتظهر رسائل البريد الإلكتروني الداخلية الجديدة بين المديرين التنفيذيين لشركة Meta الصادرة عن مكتب السناتور ريتشارد بلومنتال كليج، رئيس الشؤون العالمية، وآخرين يطلبون من زوكربيرج توظيف المزيد من الأشخاص لتعزيز “الرفاهية عبر الشركة” مع تزايد المخاوف بشأن الآثار على الصحة العقلية للشباب.

ويحث عدد متزايد من المشرعين على اتخاذ تدابير للحد من انتشار صور الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت وجعل المنصات التقنية مسؤولة عن حماية الأطفال بشكل أفضل. وجلسة الأربعاء هي جزء من محاولة لتمرير تشريع بعد سنوات من تقاعس الكونغرس في تنظيم شركات وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال شبيجل في جلسة الاستماع إنه يدعم مشروع قانون فيدرالي لإنشاء مسؤولية قانونية للتطبيقات والمنصات الاجتماعية التي توصي بالمحتوى الضار للقصر. كما أعرب ياكارينو عن دعمه لقانون وقف CSAM، الذي من شأنه أن يمهد الطريق لضحايا استغلال الأطفال لمقاضاة شركات التكنولوجيا.

وبدلًا من التركيز على سياسات TikTok، اتهم بعض المشرعين الجمهوريين Chew بالتعاطف مع الصين. “هل أنت خائف من أن تفقد وظيفتك إذا قلت أي شيء سلبي عن الحزب الشيوعي الصيني؟” سأل الجمهوري من أركنساس توم كوتون من تشيو، الذي ولد ويعيش في سنغافورة، لكنه عاش في الصين لمدة خمس سنوات.