الرياض 
28°C
تستمر أعمال القتال في السودان مخلفةً عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمشرّدين دون مأوى أو غذاء أو كساء، ما تسبّب في نزوح بالملايين للسودانيين إلى مناطق شبه آمنة من ويلات الحرب المدمّرة بين الجيش السوداني والمليشيات.
وخلال الساعات الأخيرة، ذكرت تقارير أن قادة كبار من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اجتمعوا 3 مرات هذا الشهر في البحرين، في أول تواصل على هذه الدرجة بين الجانبين المتحاربين في الصراع المستعر منذ 9 أشهر.
اقرأ أيضًا: خبير بالشؤون الإفريقية لـ”الوئام” : السعودية هي الأكثر حكمة وثقلا للتعامل مع الملف السوداني
يأتي اجتماع قادة كبار من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط آمال في حدوث اتفاق مبدئي على إعلان مبادئ يشمل الحفاظ على وحدة السودان وجيشه.
يقول الباحث السوداني الزاكي زكريا، إن “استمرار الحرب في السودان والنزوح من المواطنين إلى مناطق أخرى وخارج السودان لهما آثار سلبية تفاقم أوجاع الدولة سياسيا واقتصاديا، وتعد عمليات النزوح من التحديات الكبيرة، ويجب العمل على تقليل عمليات النزوح، خاصة أن الحرب المدمرة تسببت في خروج أكثر من 8 ملايين نازح سوداني”.
ويضيف الزاكي زكريا، في حديث خاص لـ”الوئام”: “تلاقي القوى الوطنية السودانية والحوار هما السبيل لتجاوز الآثار السلبية للحرب المستمرة، أما إذا استمرت وتيرة العنف في السودان، فإن ذلك بالتأكيد سيضائل فرص الحلول السلمية عبر الحوار والمسار التفاوضي، وبالتالي ستزيد معاناة المواطن السوداني في ظل عدم فتح المسارات الإنسانية؛ بسبب التعنت في عدم تنفيذ بنود اتفاق جدة والذي قضى بخروج أعمال القتال من المرافق العامة والخاصة والكف عن استهداف منازل المواطنين وفتح المسارات الإنسانية”.
ويوضح الباحث السوداني أن “استمرار القتال دون الاستماع لأصوات العقل سوف يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، مما يستدعي تتدخل المنظمات الإنسانية والدول الراعية للعمل الإنساني بتقديم العون إلى المتأثرين بالحرب، خصوصا في المجال الصحي والمأكل والمشرب والمأوى”.
ويطالب الباحث السوداني بضرورة تدخل منظمات حقوق الإنسان من أجل كبح جماح أعمال القتال والتي تطال في أوقات كثيرة حق الغير في صنع غد أفضل للسودانيين.
