د. عبدالله الكعيد
إعلامي وكاتب، قدّم برنامج العيون الساهرة في التلفزيون السعودي، صدر له سبعة مؤلفات، يحمل سبع أوسمة وأنواط أحدها نوط الابتكار.
أيّ اُمّة يكون فيها المظهر هو الأساس في الحُكم على الناس سلباً كان أم إيجابا هي أُمّة (قشوريّة) بامتياز.
صحيح أن الاهتمام بنظافة المظهر وأناقته أمر ترتاح له النفس وأن لكل أمّة أزياءها، ولكل مناسبة لباسها، ولكن التباهي الطاووسي في المظهر يعتبر نقصاً في الشخصية يحترم الناس اللباس وليس من يلبسه.
قال لي صاحبي ذات حوار: قيمة الإنسان في مدى نفعه للبشرية ثم إنجازاته وأفعاله، إن اقتناء الأشياء الثمينة واعتبارها عنوان للرقي والتحضّر هو القصور بعينه.
قلت: وماذا عن السعي وراء الماركات العالمية؟
قال: وتلك خدعة كبرى لَعِبتها الشركات العابرة للقارات على الأمم والشعوب. ماذا يعني أن تكون علامة الماركة هي بطاقة التعريف التي يقدّمها الفرد كي يُصنّفه الناس في الطبقة التي يسعى للانتماء إليها رغم بعده عنها بُعد المشرقين.
قلت: أليست تلك الماركات التجارية وعلاماتها دلالة جودة المُنتج؟
رد صاحبي وابتسامة تعلو وجهه: الذي يقول هذا ربما لا يعرف حقيقة اين تقع تلك المصانع التي تقذف بتلك المنتجات ذات العلامات التجارية الفاخرة (حسب تصنيفهم)؟ ومن اين تستورد الخامات التي تدخل في صناعتها؟ إن سعرها الفاحش لا يعني جودتها المتميزة حتى وأن طنطنت عنها الدعايات ولمّعت!
عرفت ماذا يقصد فآثرت السلامة والصمت.
يكفي بنا أن نعرف أن تلك الماركات العالمية دعائم للرأسمالية المتغولة.