في عالم يزداد تعقيداً، يصبح من الصعب أحياناً التمييز بين الحقيقة والوهم. فما نراه بأعيننا قد لا يكون دقيقاً دائماً، وما تقوله التوقعات الجوية قد لا يتحقق بالضرورة. فما هو الحل؟ هل نكذب أعيننا أم نصدق الأرصاد؟
لا توجد إجابة سهلة على سؤال “هل نكذب أعيننا أم نصدق الأرصاد؟”. ففي بعض الأحيان، قد يكون من الأفضل تصديق ما نراه بأعيننا، بينما في أحيان أخرى، قد يكون من الأفضل تصديق التوقعات الجوية.
هذا ربما ينطبق على ثوان معدودة ساحرة التقطها المصوّر جاسر الجهني كانت كفيلة بإحداث ضجة كبيرة، حيث تظهر في الفيديو حرة العيص بالمدينة المنورة وقد اكتست بالثلوج الخفيفة، ويؤكد المصور أن درجة الحرارة وصلت إلى 4 تحت الصفر، فيما لم يذكر الأداة التي استخدمها لقياس درجة الحرارة.
سرعان ما صدر تصريح من المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد حسين القحطاني نفى فيه صحة المقطع، مؤكدا أنه لا يوجد أي انخفاض في درجات الحرارة تصل إلى 4 تحت الصفر، كما قيل، مشيرًا أن شتاء 2024 هو الأدفأ بالنسبة للأعوام الماضية.
هنا يجب التأكيد على نقطتين الأولى أن نظام الأرصاد يشترط عند القيام بأي من خدمات الأرصاد الجوية الالتزام بالاشتراطات والضوابط والإجراءات والمقاييس والمعايير اللازمة للأرصاد الجوية، وأنه يجب عند القيام بأي من خدمات الأرصاد الجوية، أو نشر أي من معلومات الأرصاد الجوية سواء بإنشاء موقع إلكتروني، أو بأي وسيلة كانت؛ الحصول على ترخيص أو تصريح (أو كليهما)، حتى لا تصدر معلومات تحدث الجدل وقد تكون غير دقيقة.
صقيع حرة المقراه شمال العيص ،،،
شمال منطقة المدينة
تصوير جاسر الجهني pic.twitter.com/JhiaJOtWog— علوم الامطار (@UloomAlmtar) February 3, 2024
النقطة الثانية أن درجة حرارة الأرصاد تختلف عن الدرجة الحقيقية في بعض الأحيان وهذا أمر معروف في العالم، ويرجع ذلك إلى عوامل عدة أهمها طريقة القياس، حيث تقيس هيئات الأرصاد الجوية درجات الحرارة في الظل، على ارتفاع 1.5 متر عن سطح الأرض، باستخدام مقياس حرارة موحد، بينما قد نقيس نحن درجات الحرارة في أماكن مختلفة، مثل تحت أشعة الشمس أو داخل المباني، باستخدام أدوات قياس مختلفة.
وقد تختلف درجات الحرارة بشكل كبير من منطقة إلى أخرى، حتى في نفس المدينة، بسبب عوامل مثل وجود الأشجار أو المباني، قرب المسافة من البحر أو الجبال، اتجاه الرياح.
وقد تتغير ظروف الطقس بشكل مفاجئ، مما قد يجعل التوقعات الجوية غير دقيقة. فمثلاً، قد ترتفع درجات الحرارة بشكل سريع في منتصف النهار، بينما كانت باردة في الصباح.
وقد تؤثر مشاعرنا على طريقة تفسيرنا للطقس. فمثلاً، قد نشعر بدرجة حرارة أكثر برودة مما هي عليه في الواقع إذا كنا نشعر بالبرد. ولكن، من المهم أن نلاحظ أن هيئات الأرصاد الجوية تستخدم أحدث التقنيات العلمية لقياس درجات الحرارة وتوقع الطقس.
وهنا يجب التأكيد أنه لا يُمكن الاعتماد على قياسات درجة الحرارة من الهاتف المحمول أو السيارة بشكل تام، حيث تُعطي هذه الأجهزة قياسات تقريبية وليست دقيقة لوجود عوامل تتسبب في اختلاف دقة القياسات ومنها “نوع المستشعر في الهاتف، وموقعه والتطبيقات المستخدمة، والتأثيرات الخارجية”.