وسط آمال كثيرة لإبرام هدنة إنسانية في قطاع غزة ليلتقط مئات الآلاف من الفلسطينيين أنفاسهم وتدخل المؤن والأغذية والأدوية إلى القطاع الذي يعيش ليل نهار تحت حمم النيران الجوية الإسرائيلية وقذائف المدفعية، تتّجه المعركة الإسرائيلية نحو فصل جديد من الاشتعال، حيث أكّد يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، الإثنين، أن الوقت ينفد لإيجاد حل دبلوماسي جنوب لبنان.
وقال كاتس: “إذا لم يتم التوصل لحل سياسي، فسيكون هناك تحرك عسكري لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان”، فهل تندلع حرب واسعة في جنوب لبنان في ظل تحركات لهدنة مرتقبة في غزة؟
اقرأ أيضًا: العقيلي لـ”الوئام”: موقف المملكة تجاه فلسطين ثابت وواضح منذ بداية الأزمة
يقول سركيس أبوزيد، المحلل السياسي اللبناني والباحث بالشؤون الدولية: “إسرائيل ليست لديها مصلحة في إيقاف الحرب بقطاع غزة حاليا، رغم توالي الضغوط الأمريكية والعالمية لوقف إطلاق النار في غزة، لكن قد تسعى حكومة تل أبيب برئاسة بنيامين نتنياهو، إلى إبرام تسوية سياسية مؤقّتة في غزة لإعادة ترتيب الأوراق السياسية والعسكرية الداخلية في ظل خلافات بين المؤسسة العسكرية والحكومة، لا سيما أيضا في ظل شراسة المقاومة ونتائج شبه “صفرية” جناها جيش الاحتلال، مقارنةً بموازين القوة العسكرية وحجم الإنفاق المالي والدعم الغربي للجيش الإسرائيلي، لكن مع إبقاء فرص القتال مشتعلة في مناطق الجنوب”.
ويُضيف سركيس أبوزيد، في حديث خاص لـ”الوئام”: “تسعى حكومة نتنياهو إلى كسب معركة إعلامية بادّعائها أنها تخوض حربا مشروعةً ضد لبنان وحزب الله وإيران، والمحور الذي سبق وأن شيطنته، كما تسعى تل أبيب إلى هدنة مؤقّتة في غزة، بينما ستزيد من ضغطها للقتال في الجنوب لتعبئة الرأي العام الداخلي في إسرائيل، لكون نتنياهو يُدرك جيدا أن وقف الحرب قد يعني تزايُد فرص محاكمته”.
ويوضّح المحلل السياسي اللبناني: “تريد الحكومة الإسرائيلية الخروج من معادلة الضغط الغربي لوقف إطلاق النار، فضلا عن الدور الأممي والإقليمي الضاغط دوليا، لا سيما المملكة العربية السعودية ومصر، وهو ما يتمثّل في زيارات لا تنقطع عن الرياض والقاهرة لوزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، لبلورة حل سياسي وهدنة تكون بدايةً لحلحلة سياسية شاملة”.