تعكس الجولات المكوكية التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للسعودية ولقاءاته المتعددة مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، الدور المحوري للمملكة في تهدئة الأوضاع وإعادة الاستقرار في المنطقة.
ومن جانبه قال المحلل السياسي ، مبارك آل عاتي، إنه بكل تأكيد أن اختيار واشنطن الرياض لتكون المحطة الأولى للجولة الخامسة لوزير الخارجية الأمريكي للمنطقة بعد أحداث السابع من أكتوبر يكشف أهمية الرياض ودورها المحوري في أمن واستقرار الشرق الأوسط وليس فقط غزة.
وأضاف “آل عاتي” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن واشنطن تريد أن تواصل مفاوضاتها مع الرياض حول مستقبل علاقات البلدين وبنائها على أسس تراعي المكتسبات السعودية الجديدة وتراعي أيضاً المصالح والمطالب السعودية جراء دور المملكة المحوري على المستوى الدولي وبالتأكيد فإن المفاوضات السعودية الأمريكية كانت محركا من محركات جولة وزير الخارجية بلينكن.
وشدد المحلل السياسي، على أن واشنطن تدرك أهمية الدور السعودي في القضية الفلسطينية سواء دورها التاريخي أو دورها في إنهاء الأحداث الحالية من خلال الرؤية السعودية القائمة على وجوب سرعة وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني في غزة ومن ثم إصلاح أوضاع السلطة الفلسطينية وأيضا الجهود السياسية لتقريب وجمع الصف الفلسطيني وإعادة إحياء السلطة الفلسطينية من جديد لصالح تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني.
وأوضح “آل عاتي”، أن المملكة لها دور كبير لضمان استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط من خلال دعوتها المستمرة بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية تلبي حقوق ومطالب الشعب الفلسطيني ولذلك فإن المحادثات التي قام بها بلينكن كانت تحمل العديد من الملفات ويضاف لها الاستقرار في الشرق الأوسط مع الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأطراف الإيرانية في العراق وسوريا وفي اليمن إضافة إلى مستقبل المنطقة والعلاقات الأمريكية الإيرانية والعلاقات العربية الإيرانية وأيضاً الوضع في جنوب البحر الأحمر خصوصاً وأن السعودية كانت قد رفضت الانضمام للتحالف الذي يعرف بحارس الرخاء الأمريكي، فلذلك المحادثات التي أجراها الوزير الأمريكي في المملكة شملت كل ملفات الشرق الأوسط إضافة إلى الملفات الدولية خصوصاً أن المملكة لها دور مهم جدًا فيما يجري في أوكرانيا.