انتخب أعضاء محكمة العدل الدولية، القاضي اللبناني نواف سلام رئيسا للمحكمة، لفترة 3 أعوام، ليُصبح ثاني عربي يترأس هذه المحكمة منذ إنشائها خلال عام 1945، بعد الدبلوماسي الجزائري محمد بجاوي.
من جانبه، يقول المحلل السياسي اللبناني، الدكتور محمد الرز، إن “وصول شخصية عربية إلى رئاسة محكمة العدل الدولية أمر مهم للغاية، خاصّة في ظل الظروف الخطيرة التي نعيشها على المستوى العربي العام وعلى صعيد قضية فلسطين، حيث يرتكب الكيان الإسرائيلي جرائم العصر بحقّ أهلنا في غزة”.
يُضيف الرز، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “القاضي اللبناني نواف سلام، أمامه أحد أهم الملفات في التاريخ العربي الحديث، وهو محاكمة إسرائيل بجرائم الإبادة الجماعية، وفي هذا المجال سنقف أمام أمرين؛ أولهما أن قرارات المحكمة الدولية لا يتّخذها رئيس المحكمة بمفرده، لكن قضاة المحكمة وعددهم 14 قاضيا بالأغلبية، ودور رئيس المحكمة مهم لجهة زمن المحاكمة وتقصّي الحقائق ووضع الأولويات”.
ويُوضّح المحلل السياسي اللبناني أن “الأمر الآخر أنّ القاضي نواف سلام ابن عائلة عريقة في بيروت، وكان مرشّحا محتملا بقوّة لرئاسة الحكومة اللبنانية، كما أنه يملك تاريخا وطنيا وعروبيا مستقلا خلال دراسته الجامعية في بيروت، وأطلق من فرنسا موقفا ملحوظا عند بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، أدان فيه سياسة الفصل العنصري الإسرائيلية، ودعا إلى توحيد القوى والجهود الفلسطينية والعربية في مواجهة الاحتلال”.
يشدّد الرز على أن “رئيس المحكمة الدولية نواف سلام، يملك علاقات جيدة، أمريكيا وأوروبيا وعربيا، لكن الحكم عليه يكون بمقدار ما يوظّف هذه العلاقات في خدمة القانون الدولي وحقوق الإنسان ونظم العدالة الإنسانية والأخلاقية على مستوى العالم”.