شاعر وكاتب سعودي. عمل صحفياً ومحرراً في عدة مؤسسات إعلامية. صدر له ديوان “موسيقى”.
إن الموقف السعودي من القضية الفلسطينية ومن محاولات الإدارة الأمريكية الضغط لتفعيل مسار السلام العربي الإسرائيلي موقف ثابت وواضح ولن تستطيع دولة أياً كانت تغييره: لا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
هذا الموقف الثابت والذي تضمنته المبادرة العربية في العام 2002 ما زال وسيبقى يتعرض لمحاولات التشويه من قبل جهات عدة بعضها يقوم بذلك بشكل صريح كالتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان عبر قنواتها الإعلامية واتباعها في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تقوم جهات أخرى “دولٌ، بعضها لا يصرح بالعداء” بنفس محاولات التشويه لكن عبر أذرعها الإعلامية غير الرسمية ومرتزقتها المتناثرين في بلاد الغرب.
هذه الجهات المختلفة والتي تجمعها محاولات تشويه مواقف السعودية هدفها واحد: التغطية على خيانتهم للشعب الفلسطيني ومتاجرتهم بقضيته ليس في الأزمة الحالية وحسب بل على امتداد عقود شهدت العشرات من المواقف المخزية التي ساهمت في تعميق مأساة الشعب الفلسطيني.
إن الساحة الدولية وعبر العديد من المحافل والمؤتمرات المفصلية تشهد، والوثائق تؤكد والمهتمون بالشؤون السياسية للمنطقة مدركين تماماً أنه ومنذ العام 1948 لا توجد دولة ناصرت القضية الفلسطينية بالفعل لا بالشعارات الفارغة ودعمت الحق الفلسطيني بالمواقف السياسية الحازمة والسعي الدبلوماسي الحثيث وحاولت التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق على الصعيد الإنساني عبر الدعم المادي “هو الأعلى بين جميع دول العالم” كما فعلت المملكة العربية السعودية.
هذه الحقائق الراسخة والموقف السعودي الثابت في نصرة الحق الفلسطيني لن تنال منه ولا منها أو تغيرها محاولات التشويه مهما تعددت وطال زمنها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الحقيقة الوحيدة التي يقدمها من يقفون خلف مثل هذه الحملات القذرة من دول وتنظيمات -التي يشهد التاريخ أنها إحدى علامات قرب الانهيار التام- هو أنهم كبشر بلغوا من الرخص حداً يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الانحطاط هاويةٌ لا قاع لها.