لا تزال أعمال القتال مستمرّة في السودان، وسط تطلّعات لعقد سلام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لوقف نزيف الدم.
وجدّد السودان في تصريحات لوزير الإعلام المكلّف، جراهام عبدالقادر، اعتماد “منبر جدة” كمنصّة وحيدة للتفاوض مع قوات “الدعم السريع”، وأكد رفضه القاطع لأي تفاوض خارج جدة، رافضا أي منبر آخر يُحاول سحب البساط من تحته وتفادي الالتزامات المتّفق عليها، جاء هذا التصريح بعد اجتماع مشترك بين مجلسَي السيادة والوزراء في ميناء بورتسودان.
يقول الباحث السوداني، الزاكي زكريا، إن “منبر جدة يعدّ البداية الصحيحة لوقف الحرب والانتقال نحو العملية السلمية وتنفيذ بنود الاتفاق، كما أن كلا الطرفين لديه رغبة في العودة إلى طاولة التفاوض، خصوصا بعد أن استمرّت الحرب زهاء 10 أشهر، بالإضافة إلى الصغوط التي تمارس على القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على جميع الأصعدة، محليا وإقليميا ودوليا، وحالة الاستقطاب الحاد بشأن السودان”.
ويضيف الزاكي زكريا، في حديث خاص لـ”الوئام”: “منبر جدة تناول الجوانب المتعلّقة بالملف بشكل شامل، وهو الأجدر على الحل في الأزمة المتعثّرة، لا سيما على الصعيد الإنساني ووقف إطلاق النار وخروج قوات الدعم السريع من المرافق العامة والخاصّة، وانتهاء عملية احتلال منازل المواطنين وفتح الممرات لإيصال المساعدات الإنسانية ودفن القتلى وإيواء النازحين والاهتمام بملف حقوق الإنسان”.
ويوضّح الباحث السوداني أنه “إذا عاد الجيش والدعم السريع إلى طاولة التفاوض، سيكون الأمر فيه نتيجة إيجابية، خصوصا بعد أن دخلت الحرب شهرها العاشر، علما بأن التفاوض يتأثّر بميدان المعركة، لكنه لا يرتبط به، لأن التفاوض يستمر في أثناء وبعد الحرب حتى في حالة الهدنة”.