الوئام – خاص
تساعد الفلسفة وتُسهم بشكل كبير في نشر المعرفة وتحييد تحيّزاتها التي قد تغفل عنها الحقول المجاورة، كما أنها تعمل على تبسيط طرق المعرفة أمام الباحثين والمجتمعات الباحثة في طريق التقدّم والتنوير، ولذا فهي لاعب أساسي في أرض النهضة والتطوير ولا تقدُّم وطفرة دونها.
يقول عبدالله الهميلي، الباحث في الفلسفة وعضو مؤسّس في جمعية الفلسفة، إن “الفلسفة في السعودية تشارك في نشر المعرفة عبر مختلف الأساليب من الندوات الفلسفية المختلفة التي تقام في مختلف أنحاء المملكة، وحتى المنح البحثية التي قدّمتها جمعية الفلسفة بالتعاون مع مركز سكوب للدراسات الفلسفية والأخلاقية، بدعم من وزارة الثقافة عبر هيئة الأدب والنشر والترجمة والمعاهد الخاصة والمجاميع الفلسفية في مختلف أنحاء المملكة”.
ويُضيف الهميلي، في حديث خاص لـ”الوئام”: “بالإضافة إلى ‘الشريك الأدبي’ الذي يقوم بردم الهوّة ما بين الفلسفة والمجتمع، وأيضا الدورات التدريبية المختلفة التي تقدّمها جمعية الفلسفة، وآخرها الدورة المكثفة على كتابة النص الفلسفي، وأيضا دور النشر المعنية بذلك.
ويتابع الهميلي: “هناك أيضا دور مميّز للفلسفة عبر المجلات السعودية المعنية، بالإضافة إلى منهج التفكير الناقد وورش تدريب التفكير الفلسفي المستمرة بشكل دوري، والتعاون المختلف مع هيئة الأدب والنشر لتحقيق نشر المعرفة الفلسفية.
ويختتم الباحث في الفلسفة حديثه قائلًا: “لذا نشر المعرفة الفلسفية لا يقتصر على الدرس الأكاديمي وحده، وإن كان مهما، لكن حالة التفلسف ليست محصورة على متخصّص في مجال الفلسفة على سبيل الوظيفة مثلا، بل تاريخ الفلسفة يحفل بفلاسفة تجاوزوا حدود تخصصاتهم وأبدعوا في مجالات الفلسفة والفكر، وبالمثل أصحاب تخصص فلسفي أبدعوا في مجالات أخرى خارج حدود وظيفتهم الأكاديمية، نحن في عصر تشظي المعرفة بفروعها، بما فيها المعرفة الفلسفية”.