الوئام – خاص
على مدار التاريخ كانت السعودية سباقة لنصرة الشعوب العربية ومساندتها لحل القضايا التي تواجهها، انطلاقاً من دورها الريادي والإنساني، وما تمثله من ثقل عربي وإسلامي وعالمي وكانت القضية الفلسطينية واحدة من أبرز القضايا التي سعت السعودية لحلها منذ عهد الملك المؤسس – رحمه الله – وحتى اليوم.
ويقول الكاتب والروائي عبد الله الداوود إن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال من أوليات اهتمام قادة هذه البلاد، إذ بعث الملك عبد العزيز آل سعود في عام 1354هـ/1935م ولي عهده الأمير سعود بن عبد العزيز إلى القدس لدعم الفلسطينيين في قضيتهم، بل أعلن رفضه التام لمشروع تقسيم فلسطين، وبذل جهداً كبيراً لمنع ذلك التقسيم.
كما كلف ابنه الأمير فيصل بن عبد العزيز لتكوين لجان شعبية في المملكة لجمع تبرعات لإنقاذ فلسطين وشعبها، وأرسل رسائل متعددة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، لدعم الحق الفلسطيني، كما اجتمع به في البحيرات المرة في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1364هـ/ 1945م لبحث قضية فلسطين، ومحاولة إقناعه بأن فلسطين أرض عربية، وألا حق لغيرهم فيها.
وأضاف الداوود في تصريحات خاصة لـ”الوئام” أن السعودية رفضت قرار هيئة الأمم بتقسيم فلسطين، وأسهمت بجيشها بعد قرار جامعة الدول العربية التدخل العسكري في عام 1367هـ/1948م، وعندما حلت النكسة بالشعب الفلسطيني استقبلت الآلاف منهم مرحبة بهم للعيش على أراضيها.
وأضاف الداوود أنه عندما صدر قرار التقسيم كانت السعودية من أولى الدول العربية التي أرسلت جيشها إلى الجبهة، الذي سطر هناك أروع الأمثلة في البطولات والتضحية.
واستعمل الملك فيصل النفط سلاحاً فاعلاً في المعركة ضد الدول التي تساند الاحتلال الإسرائيلي في عام 1393هـ/1973م، فكان له الأثر الكبير في سير المعركة.
وأصدر الملك فهد أمره بمعاملة الفلسطينيين معاملة السعوديين في التعليم والصحة وغيرهما من الخدمات، كما دعا إلى حملات تبرع كثيرة، أشرف عليها الأمير سلمان بن عبد العزيز عندما كان أميراً لمنطقة الرياض.
وشاركت السعودية في كثير من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بحل القضية الفلسطينية ابتداء من مؤتمر مدريد ومروراً بخارطة الطريق ومبادرة السلام العربي، التي اقترحها الملك عبدالله، وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد في قمة بيروت 1423هـ/ 2002م.
وتابع الداوود أنه منذ تفجر الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في السابع من أكتوبر الجاري 2023م، دعت السعودية إلى المطالبة بضرورة وقف التصعيد والقتل وإطلاق سراح الرهائن، والالتزام بما تقتضيه المواثيق والقوانين الدولية.
وأجرى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اتصالات عدة مع عدد من رؤساء الدول لإيجاد حل يكفل السلامة والأمن للشعب الفلسطيني، كما اجتمع مع وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” أكثر من مرة، وتباحث معه لإيجاد حلٍ لهذه الأزمة.
وختم الداوود بالقول إن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، تسعى بكل ثقلها في حل الأزمة للمحافظة على استقرار المنطقة والعالم على نحو عام، مؤكدة على أن الاستقرار والأمن هما طريقا التنمية والبناء، وأن أمن الدول العربية الأخرى وحل قضاياها هو من واجبها وأهدافها التي تسعى إلى تحقيقها في كل زمان وتحت كل ظرف.