لتشكيل رؤية طموحة لمستقبل المدن باستخدام الحلول الذكية جمعت المملكة العربية السعودية أكثر من 40 دولة في العالم ليشهدوا انطلاق “المنتدى العالمي للمدن الذكية”، تحت شعار “حياة أجود”.
المنتدى ليس فكرة عابرة، حيث يرسخ لمشروع أساسي ضمن رؤية 2023، إذ تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا هائلًا نحو تبني تقنيات المدن الذكية، إيمانًا منها بأهمية هذه التقنيات في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة.
وتهدف المملكة إلى تحويل مدنها إلى مراكز حضرية ذكية تُقدم خدمات متقدمة لسكانها، وتُشجع على الابتكار، وتُساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.
وتُنفذ المملكة العديد من المشاريع والمبادرات لتحويل مدنها إلى مدن ذكية من أهمها (مشروع نيوم) الذي يهدف إلى إنشاء مدينة ذكية على ساحل البحر الأحمر، تُعدّ نموذجًا للمدن المستقبلية، وتُركز على التقنيات المتقدمة والطاقة النظيفة، وبرنامج (مدن المستقبل) الذي يهدف إلى تطوير 10 مدن سعودية وفقًا لأعلى معايير المدن الذكية، من خلال التركيز على 6 محاور رئيسية هي “النقل الذكي، والطاقة الذكية، والبنية التحتية الذكية، والحكومة الذكية، والبيئة الذكية، والحياة الذكية”.
كما تتبنى المملكة مبادرة “الذكاء الاصطناعي” التي تهدف إلى تعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك المدن الذكية.
تحديات
وتواجه المملكة بعض التحديات في طريقها لتحويل مدنها إلى مدن ذكية من أهمها البنية التحتية، حيث تحتاج إلى تحديث بنيتها التحتية لتكون قادرة على دعم تقنيات المدن الذكية، فضلا عن أن مشاريع المدن الذكية تتطلب استثمارات ضخمة.
وستمكن المدن الذكية من تحسين جودة الحياة لسكان المدن السعودية، وتعزيز الاستدامة والنمو الاقتصادي، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للابتكار.
ويجب على المملكة لتحقيق ذلك الاستمرار في الاستثمار في مشاريع المدن الذكية، ونشر الوعي بين أفراد المجتمع حول أهمية المدن الذكية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، تطوير الكوادر البشرية المؤهلة للعمل في مجال المدن الذكية.
دعم استثنائي لقطاع الاتصالات
ودعمت المملكة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بقوة لتحقيق هذا الحلم فضلا عن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، من خلال توسيع نطاق شبكات الألياف الضوئية، ونشر شبكات الجيل الخامس، وإنشاء مراكز بيانات متطورة، وزيادة عدد المستخدمين للخدمات الرقمية، ويظهر ذلك في ارتفاع نسبة مستخدمي الإنترنت، وانتشار تطبيقات الهاتف الذكي، وزيادة الاعتماد على الخدمات الإلكترونية.
كما تعمل المملكة على دعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، من خلال تأسيس برامج ومبادرات لدعم رواد الأعمال، وتوفير التمويل اللازم للشركات الناشئة، خلق بيئة مناسبة للاقتصاد الرقمي.
أكثر من 94.3% يستخدمون الإنترنت في السعودية
وفي 2023، ارتفعت نسبة استخدام الأفراد للإنترنت في المملكة إلى 94.3% في عام 2022م، وفقا لما كشفت خلال نشرة نفاذ واستخدام تقنية المعلومات والاتصالات للأسر والأفراد لعام 2022م الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء.
12 مليار ريال سنويا لدعم الحكومة الرقمية
ويبلغ حجم إنفاق السعودية على الحكومة الرقمية أكثر من 12 مليار ريال سنوياً، الأمر الذي انعكس على تحقيق مؤشرات ونتائج إيجابية مبكرة لرحلة التحوّل الرقمي خلال السنوات الماضية.
السعودية تسبق العالم في مؤشر الذكاء الاصطناعي
وفي مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، وهو أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن “Tortoise Intelligence”، الذي يقيس أكثر من 60 دولة في العالم، حصلت السعودية على المركز الأول عالمياً، فيما حلت ألمانيا ثانياً والصين ثالثاً في هذا المؤشر.
سدايا أعلى مستوى نضج بهندسة البرمجيات
أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) ممثلة في مركز المعلومات الوطني، أنها حققت أعلى مستوى نضج في مجال تطوير البرمجيات وفقاً للتصنيف الذي أعلنه معهد “CMMI- Capability Maturity Model Integration” الدولي؛ إذ تُعد بذلك أول جهة حكومية تحقيقاً لهذا المستوى بين الدول الخليجية والعربية.
4 مدن سعودية تتقدم عالمياً في مؤشر “المدن الذكية للعام 2023”
في 2023، تقدمت الرياض إلى المرتبة 30 ضمن مؤشر “IMD” للمدن الذكية.
كما دخلت مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة إلى المؤشر، ليصبح إجمالي المدن السعودية ضمن المؤشر هي 4.
وحافظت العاصمة السعودية الرياض على مكانتها كثالث أذكى مدينة عربية في مؤشر المدن الذكية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية 2023. عالمياً، تحتل الرياض المرتبة 30 من بين 141 مدينة.