استُؤنفت، الأيام الماضية، المحادثات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، ودارت العديد مِن التساؤلات بشأن أهمية هذا الخروج وقدرة العراق على استعادة دوره الإقليمي والدولي.
يقول واثق الجابري، المحلل السياسي والباحث العراقي المتخصّص في الشؤون العربية والدولية، إنّ “العراق ليس في حاجة إلى وجود قوات تحالف دولية وعسكرية داخله، لا سيما أنّ القوات الأمنية والعسكرية العراقية قادرة على ملاحقة فلول الإرهابيين وبقايا جيوب الدواعش، وما يحتاج إليه العراق فعليا تطوير التسليح وتنويعه بالتزامُن مع خطط التنمية الشاملة، في ظل التحديات الأمنية والعسكرية الداخلية والإقليمية”.
ويُضيف واثق الجابري، في حديث خاص لـ”الوئام”، أنّ “العراق ليس من مصلحته قطع علاقته بقوى التحالف بشكل نهائي في مجالات التعاون المختلفة، سياسيا واقتصاديا وأمنيا، أمّا الوجود العسكري لقوات التحالف على أرض العراق، الذي هو على الورق للتدريب والاستشارة وحقيقته غير ذلك، فهذا أمر بات غير مُستحب في ظل رفض سياسي داخلي مِن عدة قوى لهذا الوجود، مع تعرّض تلك القوات لضربات وقيامها بالرد باستهداف شخصيات وأماكن عراقية في مواقع عدة محددة وفي العاصمة بغداد، في تعدٍّ صارخ على السيادة العراقية وانتهاك كبير”.
ويُوضّح المحلل السياسي العراقي أن “العراق قادر وبشدّة في غضون سنوات قليلة، وربما أقل، على استعادة دوره الإقليمي والدولي المعهود، وأوّل اللبنات هو التخلّص من أي تبعية أو وصاية من قوى التحالف، كما أن الحكومة الحالية في العراق تبذل جهودا واسعة لإقرار اتفاقيات وشراكات إقليمية، جنبا إلى جنبٍ مع الثروات الطبيعية والنفطية التي ستُسهم في دعم خطى التطوير واستعادة المكانة العراقية”.