في عيد الحب، نحتفل بمشاعر الحب الدافئة التي تُنير حياتنا. لكن ماذا عن مقولة “الحب أعمى”؟ هل الحب يرى حقاً؟ أم أنه يُعمينا عن عيوب مَن نحب؟
مُنذ قديم الأزل، شغلت مقولة “الحب أعمى” عقول الأدباء والفلاسفة. فمنهم من اتفق معها، ومنهم من رفضها.
يقول شكسبير: “الحب أعمى، والمحبون لا يرون الحماقة التي يقترفون”. ويقول أفلاطون: “الحب هو جنون يرى كل شيء جميلاً”، أما جبران خليل جبران فيقول: “الحب لا يعمي، بل يُضيء ما هو أعمى في داخلنا”.
ومن المأثورات أيضًا ما قاله الأديب اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة: “الحب أعمى هذا قولهم مبالغة، والحقيقة هي أن الحب بعين واحدة”، وقال الأديب الفرنسي دوشاتوبريان: “ينبغي للحب أن يكون أعمى حتى يستدر عطف المحبين”.
ونقل البعض عن نابليون بونابارت أنه قال “الحب أعمى لأنه يكره النور ويعشق الظلام”، فيما قال فيكتور هوجو “الحب أعمى ولكنه كثيرًا ما يرى أمورًا لا وجود لها”.
ويقول مثل ألماني: “الحب أعمى لكن الزواج يعيد له النظر”.
في الواقع، الحب شعور معقد يصعب تفسيره. ففي بداية الحب، نُصبح مفتونين بالشخص الآخر، ونرى فيه كل الصفات الجميلة. ونُهمل عيوبه ونُتجاهلها، لكن مع مرور الوقت، تبدأ نظرتنا للشخص الآخر بالوضوح. ونبدأ برؤية عيوبه ونقاط ضعفه.
وهنا تكمن أهمية الحب الحقيقي. فالحب الحقيقي لا يعتمد على السحر والافتتان. بل هو شعور عميق ينمو مع مرور الوقت، ويعتمد على الاحترام والتقدير والتفاهم.
ففي الحب الحقيقي، نرى الشخص الآخر كما هو، ونحبه بكل ما فيه من عيوب ومميزات. ولذلك، فإن مقولة “الحب أعمى” ليست صحيحة تماماً. فالحب لا يُعمينا عن عيوب من نحب. بل هو شعور يُساعدنا على رؤية الشخص الآخر كما هو، ونحبه بكل ما فيه.
وفي عيد الحب، دعونا نحتفل بمشاعر الحب الدافئة، ونُدرك أن الحب الحقيقي هو شعور يُبصر كل شيء جميل في داخلنا وفي من نحب.